الصفحات

عملٌ صالحٌ، ويقولها العملُ الصّالحُ!

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله


هي عَمَلٌ صالِحٌ، ويقولُها العملُ الصّالِحُ!


هي في حق قائلها عبادةٌ، إذ هي دعاءٌ، و(الدّعاءُ هو العِبادة) – "صحيح سنن أبي داود" (1329)-

أما عند متلقّيها فإنها كلمة طيبة، تُبسِم الثغر، وتسرّ القلب

أحلى سُكَّرًا مِن (شكرًا)!

وأنفعُ مِن (أتعبناك)!

وملجأ حصين لِمَن يريد أن يعبّر صادقًا عن: (أنا عاجز عن مكافأتك)!


هي عملٌ صالِحٌ:


لأنها سُنّة النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ القوليّة والفعليّة والتقريريّة:


القوليّة: لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ:

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا؛ فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ». رواه الترمذي وصححه الوالد رحمهما الله "صحيح الترغيب والترهيب" (969).

جاء في "فيض القدير" (6 / 172):

"(فقد أبلغ في الثناء) لاعترافه بالتقصير، ولعجزه عن جزائه؛ فوّض جزاءه إلى الله ليجزيه الجزاء الأوفى" ا.هـ


وقال العلامة العثيمين رحمه الله في "شرح رياض الصالحين":

"وذلك لأن الله تعالى إذا جزاه خيرًا؛ كان ذلك سعادة له في الدنيا والآخرة" ا.هـ


الفعلية: لأنه ثبت عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ أنه قالها:

كما في "صحيح ابن حبان" وغيره –والنقلُ مِن "صحيحة" أبي رحمه الله (3096)-:

عن أنس بن مالك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال:

أتى أسيد بن الحضير النقيب الأشهلي إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فكلمه في أهل بيت من بني ظَفَر عامتهم نساء ، فقسم لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن شيءٍ قَسمه بين الناس ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«تركتَنا -يا أسيد!- حتى ذهب ما في أيدينا، فإذا سمعتَ بطعام قد أتاني؛ فأتني فاذكر لي أهل ذلك البيت، أو اذكر لي ذاك».

فمكث ما شاء الله، ثم أتى رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طعامٌ مِن خيبر: شعيرٌ وتمرٌ، فقسَم النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الناس، قال: ثم قسم في الأنصار فأجزل، قال: ثم قسم في أهل ذلك البيت فأجزل، فقال له أسيد شاكرًا له:

جزاكَ اللهُ -أيْ رسولَ الله!- أطيبَ الجزاء -أو: خيرًا؛ يشك عاصم- قال : فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«وأنتم معشرَ الأنصار! فجزاكم الله خيرًا- أو: أطيب الجزاء-، فإنكم - ما علمتُ- أَعِفَّةٌ صُبُرٌ، وسَتَرونَ بعدي أَثَرةً في القَسْمِ والأمر، فاصبروا حتى تَلْقَوْني على الحَوْضِ».


فائدة:

مِن السُّنَّةِ في الردّ على هذه الكلمة الطيبة: إعادةُ نشْرِ طِيْبِها، أي نردُّ فنقول: وأنت فجزاك اللهُ خيرًا.


التقريرية: من تقريره عليه الصلاة والسلام لأسيد بن حضير رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إذ قالها له، كما في الحديث السابق.


وأما كون السلف أخذوا بهذه السُّنّة؛ فالآثار كثيرة، أختار منها الآتي:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: "حَضَرْتُ أَبِي حِينَ أُصِيبَ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ وَقَالُوا: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا " الأثر، رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (1823)


وما أُحيلاها حين تقولها الأمُّ لابنِها!

حدّث الإمامُ البخاري رحمه الله في "الأدب المفرد" بإسناده عن أبي مرة، مولى أُمِّ هانئ ابنةِ أبي طالبٍ أنه ركِبَ مع أبي هُريرة إلى أرضِه بالعقيق، فإذا دَخَلَ أرْضَهُ صَاح بأعلى صوتِه :

عليكِ السَّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه يا أُمتاه! تقول:

وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، يقول:

رحمكِ اللهُ؛ ربَّيْتِني صغيرًا، فتقول:

يا بُنيّ! وأنتَ فجزاكَ اللهُ خيرًا، ورضي عنك؛ كما بَرَرْتَني كبيرًا.

قال الوالد رحمه الله : حسن الإسناد "صحيح الأدب المفرد" (11).


فائدة:

أتعجبون مِن أُمّ أوتيتْ مزيدَ رأْمٍ؛ فترى بِرَّ ابنها تفضُّلاً عليها؛ فكان حقُّه بالغَ الثناء بـ: جزاك اللهُ خيرًا؟!

ألا فليحفظِ اللهُ أُمِّي

ألا فجزى اللهُ أُمِّي خيرًا.


ويقولها العملُ الصالح:

وهذا يكون في القبر.. صندوق العمل!

للحديث الطويل الذي رواه البَراءُ بن عازِب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ففي إحدى رواياته –وقد أوردها الوالد رحمه الله في "أحكام الجنائز" (158 و 159)، والنقلُ الآتي مِن "مسند الإمام أحمد" (4/ 296) – أنه بعد أن يُفتَن العبدُ المؤمن ويُثَبَّت في الجواب:

«يَأْتِيهِ آتٍ حَسَنُ الْوَجْهِ طَيِّبُ الرِّيحِ حَسَنُ الثِّيَابِ، فَيَقُولُ:

أَبْشِرْ بِكَرَامَةٍ مِنَ اللهِ وَنَعِيمٍ مُقِيمٍ؛ فَيَقُولُ:

وَأَنْتَ؛ فَبَشَّرَكَ اللهُ بِخَيْرٍ، مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ:

"أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ، كُنْتَ –وَاللهِ!- سَرِيعًا فِي طَاعَةِ اللهِ، بَطِيئًا عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ؛ فَجَزَاكَ اللهُ خَيْرًا.

ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَبَابٌ مِنَ النَّارِ فَيُقَالُ:

هَذَا كَانَ مَنْزِلَكَ لَوْ عَصَيْتَ اللهَ، أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ هَذَا، فَإِذَا رَأَى مَا فِي الْجَنَّةِ؛ قَالَ:

رَبِّ! عَجِّلْ قِيَامَ السَّاعَةِ كَيْمَا أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي، فَيُقَالُ لَهُ:

اسْكُنْ...».

فطوبى لعبدٍ يوفَّق في دُنياه لهذه الكلمةِ الطيبة قولاً وتلقّيًا، وفي أُخراه تبشيرًا له بها مِن عملٍ لولا فضلُ اللهِ ورحمتُه؛ ما عَمِله!

سبحان الكريم المنان! يمنّ بالتوفيق للعمل الصالح، ثم يمنّ بجعل العمل الصالح يُثني على العبد! سبحانه وبحمده، لا نحصي ثناء عليه.

حكم عبارة "فداكَ أبي وأمي يا رسول الله!"



بسم الله الرّحمٰن الرّحيم

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام علىٰ خاتم رسل الله
أما بعد
سئل أبي رحمه الله تعالىٰ:
ثَبَتَ عن بعضِ الصحابةِ أنهم خاطَبوا الرسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاته، كقول أبي بكر: "طبتَ حيًا وميتًا يا رسول الله!"[1]، وقول عبد الله بن عمر: "السَّلامُ عليكَ يا رسولَ الله!"[2]، وقول فاطمة: " يَا أَبَتَاهُ! أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ"[3]؛ فهل يصحّ أن يُخاطَب الرسولُ بقولِ بعضِ الناسِ أو الخطباء: "فداكَ أبي وأمي يا رسول الله!" بصيغةِ النداء، مع عدمِ اعتقادِ أنه يَسمع؟
فأجاب:

"بلا شك؛ الروايات التي ذكرتَها هي ثابتة، ومِثل هـٰذا النّداء مِن حيثُ الأسلوبُ العربيُّ سائغٌ وجائز، فالعرب يُنادُون الأطلالَ مثلاً، والبلادَ و و إلخ، والليلَ والنهارَ والشمسَ والقمرَ.. إلخ، ولا يترتَّب مِن وراء ذٰلك شيء، لٰكنْ يختلف الأمرُ اليوم عن ذاك الوقت، [انقطاع] فضلاً عن عامتهم، ولا يَخفاكم أن هٰذا مِن الإشراك بالله عزّ وجَلّ في دعائه، فحينما نتساهل بمثل هـٰذا النداءِ الذي كان سابقًا قائمًا، لٰكنْ سابقًا كانت العقيدةُ -عقيدةُ التوحيد- سالِمةً مِن أوضار وأوساخِ الشِّركِ الأصغرِ فضلاً عن الشركِ الأكبر، وليس الأمرُ اليومَ كذٰلك، لِهـٰذا؛ لا يَحْسُنُ بالخطيبِ أن يَفْتح بابَ الإشكالِ هـٰذا علىٰ عامَّةِ الناس؛ لبُعْدِهم عن فَهْمِهم للتوحيدِ الصحيح.

أنت قلتَ آنفًا كلمةَ حقٍّ، وهو أنّ هـٰذا الذي يُنادِي يَعتقِد أنّ المنادَىٰ لا يَسمع، لٰكنْ ما رأيُكَ اليومَ في خاصةِ المسلمين وعُلمائهم؛ ماذا يَعتقدون في الموتىٰ بصورةٍ عامّة، وبخاصَّةِ الموتىٰ بصورةٍ خاصَّة؛ هل يعتقدون أنهم لا يَسمعون، أم أنهم يَسمعون؟

الذي أنا أعرفه أنهم -وجادلْنا عشراتٍ منهم- يَعتقدون أنّ الموتىٰ يَسمعون، ولهم في ذٰلك شُبُهاتٌ كثيرة، ولسنا الآن في صَددِ بيانِ ذٰلك، لٰكن لعلكم رأيتُم كتابًا بعنوان: "الآيات البيِّناتْ في عدمِ سماعِ الأمواتْ عند الحنفيَّة الساداتْ"، فمُقدِّمتي لِهـٰذا الكتاب بنحوِ خمسين صفحة، فهناك أنا عالجتُ هـٰذه المسألة بالأدلة، وأثبتُّ أنّ الموتىٰ لا يَسمعون.
ولذٰلك؛ فأنتم تَعلمون أنّ مِن الحكمة أنْ يُكلّم المسلمُ الناسَ على قَدْر عقولهم، كما جاء في "صحيح البخاري"[4] مِن حديث عليّ موقوفًا عليه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: (كلِّموا الناسَ علىٰ قَدْرِ عقولهم، أتريدون أن يُكذَّبَ اللهُ ورسوله؟!).

فنحن إذا نادَينا وعقيدتُنا سالِمة، ونُنادِي كما نادَىٰ أبو بكر وغيرُه مِن الصحابة، لٰكنَّ الذين حولَنا ما يَفهمون أن هـٰذا النداء ليس مِن باب الاستغاثة، وليس مِن باب الاستعانة، فحينئذ؛ ينبغي أن نَدَع هـٰذا، وأن نعالِجَ عقيدةَ الناس حتىٰ تستقيمَ على الكتاب والسُّنّة، بعد ذٰلك يمكن استعمالُ هـٰذا الأمر الذي أحسنُ أحواله أنه يجوز، لٰكنْ ليس كلُّ ما يجوز يجوز فِعلُه في كلِّ مناسَبة.

وبهٰذا القدْر كفاية، والحمدُ لله ربِّ العالمين" اﻫ مِن "سلسلة الهدىٰ والنور" (الشريط 87 / الدقيقة 00:27:46).


[1] - في "صحيح البخاري" (3667): "بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا".
[2] - قال الوالد رحمه الله: "إسناده موقوف صحيح" اﻫ؛ "فضل الصلاة على النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (99 و100).
[3] - "صحيح البخاري" (4462).
[4] - برقم (127) ولفظه: (حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟!).

حِكَمٌ فِي الأعراف

بسم الله الرحمٰن الرحيم
الحمد لله الرحمٰن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين المرسل رحمة للعالمين
أما بعد

قال العلامةُ السعدي -رحمه الله- في بيان ما هو الأعراف؟ والمذكور في سورةٍ باسمه، جاء فيها قوله جَلَّ جلالُه:
}وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) {

"الأعرافُ موضعٌ بين الجنةِ والنارِ يُشرِف على كل منهما، وليس هو موضعَ استقرارٍ، إنما هو موضعُ أُناسٍ تساوتْ حسناتُهم وسيّئاتُهم، يَمكثون فيه مُدةً كما يشاء اللهُ، ثم يَدخلون الجنة، وفي ذٰلك حِكَمٌ نَبَّهُ اللهُ تعالىٰ عليها، مِنها:

1- إنّ هذا منزلٌ يُستدَلُّ به علىٰ:
كمالِ عَدْلِ اللهِ
وحِكمتِه
وحَمدِه
حيث جَعَلَ اللهُ تعالىٰ أسبابَ الثوابِ والعقابِ تَتجاذبُ وتَتعارضُ ويُقاوِمُ بعضُها بعضًا: فحسناتُهم: مَنعتْهم مِنَ النارِ
وسيّئاتُهم: مَنعتْهم الجنةَ في ذٰلك الوقت
فصاروا وسطًا بين الدَّارَين، وفي برزخٍ بين المحلَّين؛ لِتظهَر الحكمةُ أولاً، ثم يأتيهم الفضلُ مِن ذي الفضلِ العظيمِ الذي أحاط بالخَلْقِ مِن جميع الوجوه، فيَغمرها ويكون الحكمُ له.
ففي هـٰذا تنويعُ حمدِه، وتصريفه لعباده ما به يَعرف العباد كمالَه وكمالَ أسمائه وصفاته وحكمته وعدله وفضله.

2- ومنها: أنّ حالَهم مِن جملةِ الأدلةِ علىٰ سعةِ رحمةِ اللهِ، وأنّ رحمتَه سَبقتْ غَضبَه، بحيث إذا تَعارَض موجبُ هـٰذا وموجبُ هـٰذا؛ صار الحُكمُ -قَطعًا- لِموجبِ الرحمةِ علىٰ موجب الغضب.
ومما يدل علىٰ هـٰذا: أنه إذا كان في العبدِ مِن موجبِ الرحمةِ مثقالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمانٍ؛ فإنه لا بد أنْ يَصيرَ الْحُكمُ له ولو عَملَ موجبُ الغضبِ عَمَلَهُ، فالعاقبةُ لموجب الرحمة.

3- ومنها: أنّ الله إذا أراد أمرًا هيَّأ أسبابَه، فلما قضىٰ تعالىٰ أنهم سيدخلون الجنة؛ جعل الطمعَ والرجاءَ في قلوبهم والدعاءَ أن يُجيرَهم من النار، ولا يجعلهم مع القوم الظالمين- على ألسنتهم.
والدعاءُ مع الرجاءِ والطمع لا تتخلف عنه الإجابة.

4 – ومنها: أنّ أهلَ الأعرافِ جَعلهم اللهُ سَببًا يُعرَف به ما يصير إليه أهلُ الدَّارَين، وما كان عليه أهلُ الشقاء مِن النَّكالِ والوَبال، وما عليه أهلُ الجنةِ مِن السرورِ والغبطة، ولِهـٰذا؛ ذَكر اللهُ توبيخَهم لِرجالٍ يَعرفونهم بِسِيماهم مِن أهلِ النار...
إلى غير ذٰلك مِنَ الحِكَم الإلٰهِيّة فيما يُجْريه مِنَ الأحكام على البَرِيّة". ا.هـ

"المواهب الربانية من الآيات القرآنية" ص 37 و 38.