أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ؟!



الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام علىٰ خاتم رسل الله، وعلىٰ آله وصحبه ومَن والاه
أمَّا بعد
عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ*:
أَنَّهُمْ غَزَوْا غَزْوَةَ (السّلَاسِلِ)** فَفَاتَهُمُ الْغَزْوُ، فَرَابَطُوا، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَىٰ مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ أَبُو أَيُّوبَ وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، فَقَالَ عَاصِمٌ:
يَا أَبَا أَيُّوبَ! فَاتَنَا الْغَزْوُ الْعَامَ، وَقَدْ أُخْبِرْنَا أَنَّهُ مَنْ صَلَّىٰ فِي الْمَسَاجِدِ الْأَرْبَعَةِ**؛ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ، فَقَالَ:
يَا ابْنَ أَخِي! أَلَا أَدُلُّكَ عَلَىٰ أَيْسَرَ مِنْ ذَٰلِكَ؟ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«مَنْ تَوَضَّأَ كَمَا أُمِرَ وَصَلَّىٰ كَمَا أُمِرَ؛ غُفِرَ لَهُ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ». أَكَذَٰلِكَ يَا عُقْبَةُ؟ قَالَ:
نَعَمْ.
رواه النسائيُّ وابن ماجه وابن حبَّان في "صحيحه".

"صحيح الترغيب والترهيب" (5-  كتاب الصلاة/ 14- الترغيب في الصلاة مطلقًا، وفضل الركوع والسجود والخشوع/ 1/ 283/ ح 396 (حسن صحيح)).

************
* التابعيُّ؛ رَحِمَهُ اللهُ.
** قال ابن حبَّان بعد روايته الحديث: "الْمَسَاجِدُ الْأَرْبَعَةُ:
مَسْجِدُ الْحَرَامِ
وَمَسْجِدُ الْمَدِينَةِ
وَمَسْجِدُ الْأَقْصَىٰ
وَمَسْجِدُ قُبَاءٍ.
وَغَزَاةُ السَّلَاسِلِ كَانَتْ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ، وَغَزَاةُ السَّلَاسِلِ كَانَتْ فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" اﻫ مِن "التعليقات الحِسان علىٰ صحيح ابن حبَّان" (2/ 340).
والغزوة المذكورة هنا كانت أيامَ معاوية رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يُنظر "ذخيرة العقبىٰ في شرح المجتبىٰ" (3/ 364 – ط1، 1416ﻫ، دار المعراج).

الثلاثاء 12 صفر 1437