بسم الله الرحمٰن الرحيم. "تمام المنة" مدوَّنة سُكينة الألباني -غفر الله لها- هي مجرد بديل لبعض رسائل البريد الإلكتروني التي كنت أبعثها لمن في القائمة. واللهُ سبحانه هو المرجوّ أن ينفع بها.
الصفحات
رد على موضوع (بإذن الله تستجاب حاجتك)
الحمد لله، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله
أما بعد
فهذا ردٌّ مختصر على رسالة بريدٍ إلكتروني عنوانها:
(بإذن الله تستجاب حاجتك)
هذا نصُّها:
_______________________________
اقرأ 3 مرات والله يستجيب بإذن الله
وأرسل لـ 3 من الزملاء خلال ساعة (يدعو به 3 مليون)
بسم الله الرحمن الرحيم يا ودود يا ودود ، يا ذا العرش المجيد ، يا مبدئ يا معيد ، يا فعالا لما يريد أسألك بنور وجهك الذي ملئ أركان عرشك وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء (تسمي حاجتك) لا إله إلا أنت يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني
و نصلي على الحبيب 10 مرات
ونرسل لـ 10
خلال ساعة بإذن الله تكون 10 مليون صلاة على الحبيب في صحيفتك
إلا إذا وقفت عندك..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت الرسالة
وفقنا الله وإياكم لرضاه
ما دليلكم على هذا؟!!
وعلاوة على تلك التحديدات زعمتم أن الله يستجيب إذا دعي بهذه الألفاظ وبهذه الأعداد! وهذا أيضًا يحتاج إلى دليل؛ لأن استجابةَ اللهِ تعالى غَيْبٌ لا يَعلمه إلا هو، ولا يَعلم أسبابَ استجابتِه إلا هو، ثم هو جل جلاله يُوحِي به إلى نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وفي السُّنّة الصحيحة ما يُغنينا عن هذا، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركنا إلا وقد بيّن لنا كلّ ما يقربنا إلى ربنا كما جاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:
وإليكم بعض ما يغنينا بارك الله فيكم:
جاء في حديث فضالة بن عبيد أنه قال: "سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ لَمْ يُمَجِّدْ اللَّهَ تَعَالَى، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
دعاء ذي النون عليه السلام قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم:
حديث بريدة الأسلمي الذي رواه أهل السنن وابن حبان في "صحيحه" عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول:
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي عياش زيد بن الصامت الزرقي وهو يصلي وهو يقول:
ففي هذا مقنعٌ لمن أراد أن يُفرَج كربُه وهو مستمسكٌ بغرز النبي صلى الله عليه وسلم، فلا تحمله الهمومُ على تتبُّعِ دعاءِ فلان وفلان، حاشا النبي عليه الصلاة والسلام، فيكون داعيًا متابعًا صابرًا مخلصًا.
نسأل الله أن يفرّج همّ المسلم المقتفي للأثر، السائر على الجادة، الحريص على السُّنّة، كما نسأله أن يهدينا جميعًا إلى ما فيه رضاه
آمين
ملحوظة: أما ما جاء في الموضوع - المردود عليه- من توجيهٍ إلى إرساله إلى عددِ كذا وأنه خلال ساعةٍ سيكون في صحيفةِ المرسِل كذا..؛ فهذا رجم بالغيب أوضح مِن أن يُردّ عليه.
والله المستعان.
أحسن (إيميل) - زعموا -
الحمد لله، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله
انتشرت هذه الأيام رسالة بريد إلكتروني عنوانها: (أحسن إيميل هذا العام)، وعند فتحه نجده مجرد صور معظمها لذوات أرواح - وفي بعضها ما لا يليق مما يأنف ذوو المروءة من المسلمين عن كشفه، فيسترون ذلك حتى عن إخوة الطفل بل حتى عن الأطفال منهم –.
فأقول والله المستعان:
إنه لمن العجائب أن يتناقل (المسلمون) ما يُسمى بـ (أحسن إيميل)، بينما هو خِلوٌ مِن أي آيةٍ مِن (أحسن الحديث) الذي هو كلام الله تعالى ربهم ومعبودهم، فراغٌ مِن أي نصٍّ مِن (خير الهدي) الذي هو هدي نبيّهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم!
أفبعد هذا ننتظر (النصر) ونحن لا نرى أنّ (أحسن إيميل) هو ما ذكّرني بآية، أو علّمني حديثًا صحيحًا؟؟؟!!!
واأسفاه مِن عدم الانتباه!
لا زال البعض يصرخون: "قاطعوا البضائع الفلانية"، ولكنهم نسوا أن الأهم من البضائع، هو الأفكار، وهاهنا نموذج للاتكالية على أفكار الكفرة واستبدال الذي أدنى بالذي هو خير.
فهم عندما يقولون: (أحسن إيميل هذا العام)؛ فهذا عندهم وفي أفكارهم، فما لنا ولهم؟!
أوليس خيرًا مِن هذا الإيميل كلامُ الله تعالى:
{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} (إبراهيم: 34)
؟!
فلو ذكّرتنّ أخواتكنّ بها مع نقلٍ لتفسيرٍ موثوق؛ لكسبتموهنّ حسنةً مِن حسناتكنّ بإذن المولى الكريم.
أوليس خيرًا مِن هذه الصور قولُه صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِها) [حسّنه أبي رحمه الله "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (2318)]
؟!
.
فما بال المسلم الذي يستنكر ويشجب تلك الخربشات هو نفسه يُعرِض عن هديه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، مستحسنًا عمل أولئك القوم؟!
إنا لله وإنا إليه راجعون
وأخيرًا، أختم بتذكرة مهمة لكل من يريد أن يستخدم البريد الإلكتروني مجالاً للتقرب إلى الله:
احذر صور ذوات الأرواح، حتى ولو كانت الرسالة سليمة تمامًا من حيث التوجّه والفكر والغاية و و و.... لسنا بحاجة إلى الصور، فتاوى علمائنا في الترهيب من هذا متكاثرة، ولكن أختار منها ما يناسب المقام:
قال سماحة العلامة ابن باز رحمه الله:
"والإيضاح ممكن بدون التصوير، ولم يحوج الله سبحانه الأمة في التعليم إلى ما حرّم عليها، بل في الوسائل المباحة مقنع وكفاية لمن خاف الله وراقبه.
وفقنا الله وإياكم وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه وأعاذ الجميع من مضلات الفتن إنه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".ا.هـ
اللهم! إنا نجعلك في نحـــورهم
"ثم ذكر المؤلف حديثًا فيما يُسنّ للإنسان إذا خاف ناسًا أو غيرهم؛ ماذا يقول؟، مثلاً: قابلك أناسٌ تخشى منهم، قابلك شخصٌ تخشى مِن شرِّه فقُلْ: