الصفحات

هل يثاب مَن أعطى عطيّةً يريد أن يرُدَّ الناسُ عليه أكثرَ منها؟

نص الرسالة:
هل يثاب مَن أعطى عطيةً يريد أن يردّ الناسُ عليه أكثرَ منها؟
الروم 39
ابن كثير
~~~~~~~~~~~
التوضيح:
الآية 39 مِن سورة الروم هي قوله جل جلاله:
{وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:
"أي: من أعطى عطية يريد أن يردّ الناس عليه أكثرَ مما أهدى لهم؛ فهذا لا ثواب له عند الله - بهذا فسره ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وقتادة، وعكرمة، ومحمد بن كعب، والشعبي - وهذا الصنيع مباح، وإن كان لا ثواب فيه، إلا أنه قد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، قاله الضحاك، واستدل بقوله: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ } [المدثر: 6] أي: لا تُعطِ العطاء تريد أكثرَ منه.
وقال ابن عباس: الربا رباءان، فربا لا يصح، يعني: ربا البيع، وربا لا بأس به، وهو هدية الرجل يريد فضلها وأضعافها. ثم تلا هذه الآية: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ}.
وإنما الثواب عند الله في الزكاة؛ ولهذا قال: { وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ } أي: الذين يضاعف الله لهم الثواب والجزاء، كما جاء في الصحيح: (وما تصدق أحد بِعَدْل تمرة من كسب طيب؛ إلا أخذها الرحمن بيمينه، فَيُرَبِّيها لصاحبها كما يُرَبِّي أحدكم فَلُوّه أو فَصِيلَه، حتى تصير التمرة أعظم من أُحُد)". ا.هـ "تفسير القرآن العظيم" (6/ 318). والحديث روى الشيخان نحوه ["صحيح البخاري" (1410)، "صحيح مسلم" (1014)].