الفطن لا يفرط بالدقائق واللحظات
فالمقابل في الجنة: أحقاب بالآلاف
ولا يستهين بالذرات
فالمقابل هناك: أضعاف أضعاف
تفسير السعدي
الكهف: 107و108 والمزمل: 20
~~~~~~~~
التوضيح:
قال تعالى في سورة الكهف (107 و108):
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا}
قال العلامة السعدي -رحمه الله- في تفسيرها:
أي: إن الذين آمنوا بقلوبهم، وعملوا الصالحات بجوارحهم، وشمل هذا الوصفُ جميعَ الدين:
ويحتمل أن يراد بها:
وقوله {خَالِدِينَ فِيهَا} هذا هو تمام النعيم، إن فيها النعيم الكامل، ومِن تمامه أنه لا ينقطع {لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا} أي: تحوّلاً ولا انتقالاً؛ لأنهم لا يرون إلا ما يعجبهم ويبهجهم، ويسرّهم ويفرحهم، ولا يرون نعيمًا فوق ما هم فيه". ا.هـ "تيسير الكريم الرحمن" ص488
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير ختامها:
"... { وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا } الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة.
وليعلم أن:
مثقال ذرة من الخير في هذه الدار، يقابله أضعاف أضعاف الدنيا وما عليها في دار النعيم المقيم، مِن اللذات والشهوات
وأن الخيرَ والبرَّ في هذه الدنيا، مادةُ الخيرِ والبرِّ في دار القرار، وبذرُه وأصلُه وأساسُه.
فواأسفاه على أوقات مضت في الغفلات!
وواحسرتاه على أزمان تقضت بغير الأعمال الصالحات!
وواغوثاه من قلوب لم يؤثر فيها وعظ بارئها، ولم ينجع فيها تشويق مَن هو أرحم بها منها!
فلك -اللّهمّ!- الحمد
وإليك المشتكى
وبك المستغاث
ولا حول ولا قوة إلا بك". ا.هـ "تيسير الكريم الرحمن" ص894 و895