نصّ رسالة الجوال
الناس من حيث التمتع بالشهوات الدنيوية- قسمان ما هما؟ آل عمران14 ت السعدي |
قال العلامة السعدي رَحِمَهُ اللهُ:
"يُخبر تعالىٰ أنه {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} الدُّنيويّة، وخَصَّ هٰذه الأمور المذكورة؛ لأنها أعظم شهوات الدنيا، وغيرُها تَبَعٌ لها؛ قال تعالى: { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا} [الكهف: 7]، فلما زُيِّنَتْ لهم هٰذه المذكورات بما فيها مِن الدواعي المثيرات؛ تَعَلَّقَتْ بها نفوسُهم، ومالت إليها قلوبُهم، وانقسموا بحسب الواقع إلىٰ قسمين:
القسم الأول | القسم الثاني |
جعلوها هي المقصود. | عرفوا المقصود منها وأنّ اللهَ جعلها ابتلاءً وامتحانًا لِعباده، لِيَعلمَ مَن يُقدِّم طاعتَه ومَرضاته علىٰ لذّاته وشهواته. |
فصارت أفكارُهم وخواطرُهم وأعمالُهم الظاهرةُ والباطنةُ- لها. | فجعلوها وسيلةً لهم وطريقًا يتزوَّدون منها لآخرتِهم. |
فشغلتْهم عمّا خُلِقوا لأجْله. | ويتمتعون بما يتمتعون به علىٰ وجهِ الاستعانةِ به على مرضاته. |
وصَحِبوها صُحْبةَ البَهائم السائمة. | قد صحبوها بأبدانِهم، وفارقوها بقلوبِهم. |
يتمتعون بلذاتها ويتناولون شهواتها، ولا يبالون على أيِّ وجْهٍ حَصَّلوها، ولا فيما أَنفقوها وصَرفوها. | وعَلِموا أنها كما قال اللهُ فيها: {ذٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، فجعلوها مَعْبَرًا إلى الدارِ الآخرةِ، ومَتْجَرًا يَرجون بها الفوائدَ الفاخرة. |
فهٰؤلاء كانت زادًا لهم إلىٰ دار الشقاء والعَناء والعذاب. | فهٰؤلاء صارت لهم زادًا إلى ربِّهم". |
ينظر "تيسير الكريم الرحمٰن" ص124
***
رمضان 1432