الصفحات

جهاد النفس أربع مراتب - مِن "حاشية ثلاثة الأصول" -


نصّ رسالة الجوال

5- جهادُ النَّفْسِ أربعُ مَراتب، ما هي؟
لاحظي الرّبط بينها وبين المسائل الأربع
وكلّ ذٰلك مستنِد إلىٰ سورة العصر

البيان

قال الشيخُ عبدُ الرَّحمٰن بن محمَّد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
"قال ابنُ القَيِّمِ:
جِهَادُ النَّفْسِ أَرْبَعُ مَرَاتِبَ:
إِحْدَاهَا: أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَىٰ تَعَلُّمِ الْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ الَّذِي لا فَلاحَ لَهَا وَلا سَعَادَةَ فِي مَعَاشِهَا وَمَعَادِهَا إِلا بِهِ، وَمَتَىٰ فَاتَهَا عِلْمُهُ؛ شَقِيَتْ فِي الدَّارَيْنِ.
الثَّانِيَةُ: أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الْعَمَلِ بِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ، وَإِلا فَمُجَرَّدُ الْعِلْمِ بدونِ عَمَلٍ إِنْ لَمْ يَضُرَّهَا لَمْ يَنْفَعْهَا.
الثَّالِثَةُ: أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَيْهِ، وَتَعْلِيمِهِ مَنْ لا يَعْلَمُهُ، وَإِلا كَانَ مِنَ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْبَيِّنَاتِ، ولا يَنْفَعُهُ عِلْمُهُ، ولا يُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ.
الرَّابِعَةُ: أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الصَّبْرِ عَلَىٰ مَشَاقِّ الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ وَأَذَى الْخَلْقِ، وَيَتَحَمَّلُ ذَلِكَ كُلَّهُ لِلَّهِ.
فَإِذَا اسْتَكْمَلَ هٰذِهِ الْمَرَاتِبَ الأَرْبَعَ؛ صَارَ مِنَ الرَّبَّانِيِّينَ، فَإِنَّ السَّلَفَ مُجْمِعُونَ عَلَىٰ أَنَّ الْعَالِمَ لا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُسَمَّىٰ رَبَّانِيًّا حَتَّىٰ: 
يَعْرِفَ الْحَقَّ 
وَيَعْمَلَ بِهِ
وَيُعَلِّمَهُ. 
فَمَنْ عَلِمَ وَعَمِلَ وَعَلَّمَ؛ فَذَاكَ يُدْعَىٰ عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص 19 و20، ومصدره مِن كتب العلامة ابن القيم: "زاد المعاد" - ط 3، مؤسسة الرسالة، 1418 - (3/ 9).
~~~~~~
يُنظر هنــــا لتأمُّل الرّبط بسورةِ (العصر).