الصفحات

أَعلَىٰ شُعَبِ الإيمانِ وأدْناها - مِن "حاشية ثلاثة الأصول" -


نصّ السّؤال (رسالة الجوّال)

59- ما معنى:
(الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً)؟
وما هي أَعْلَىٰ شُعَبِهِ؟ وما هي أَدْناها؟

البيان
قال الإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ:
(الْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ: الإِيمَانُ.
وَهُوَ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً*.
فَأَعْلاهَا: قَوْلُ: لا إلٰهَ إِلا اللهُ**.
وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الأَذَىٰ عَنِ الطَّرِيقِ***).
قال الشيخُ عبدُ الرَّحمٰن بن محمَّد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
* "الْبِضْعُ بِكَسْرِ البَاءِ: مِنَ الثَّلاثَةِ إِلَى التِّسْعَةِ.
وَالشُّعْبَةُ: الطَّائِفَةُ مِنَ الشَّيْءِ وَالْقِطَعَةُ مِنْهُ.
وَالشُّعْبَةُ مِنْ شُعَبِ الإِيمَانِ يَدْخَلُ تَحْتَهَا أَفْرَادٌ مِنَ الْخِصَالِ، فَهِي مِنْ حَيْثُ هٰذَا الْعَدَدُ يَكُونُ تَحْتَهَا أَفْرَادٌ مِنَ الْخِصَالِ.
** أَيْ: فَأَعْلَىٰ شُعَبِ الإِيمَانِ: قَولُ الْعَبْدِ: (لَا إلٰهَ إلّا اللهُ)؛ فَهِيَ كَلِمَةُ الإخلاص، وَكَلِمَةُ الإسْلامِ، وَهِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَىٰ، وَكَلِمَةُ التَّقْوَىٰ، وَأَسَاسُ الْمِلَّةِ، وَمِفْتَاحُ الْجَنَّةِ.
*** أَيْ: وَأَصْغَرُ شُعَبِ الإِيمَانِ: إزَالَةُ الأَذَىٰ عَنِ الطَّرِيقِ؛ مِنْ شَوْكٍ، وَحَجْرٍ، وَنَحْوِ ذٰلِكَ، مِمَّا يَتَأَذَّى الْمَارُّ بِهِ" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص 83.
فائدة
تقريرُ الإمامِ هنا مُستنِدٌ إلىٰ حديثِ شُعَبِ الإيمان:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا: قَوْلُ: لا إِلٰهَ إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الْأَذَىٰ عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ»، متفق عليه، واللفظُ للإمام مسلم (35).
وهٰذا الحديث مِن أدلة أهل السُّنّةِ علىٰ أنّ الإيمان يَشمل:
قولَ اللسانِ وعملَ الجوارحِ وعملَ القلب:
«قَوْلُ لا إِلٰهَ إِلا اللهُ» قول اللسان.
«إِمَاطَةُ الأَذَىٰ عَنِ الطَّرِيقِ» عمل الجوارح.
«وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» عمل القلب.
يُنظر "شرح الأربعين النووية" للعلامة العثيمين رَحِمَهُ اللهُ (ص 185 و186، ط 3، 1425ﻫ، دار الثريا، بإشراف مؤسسة الشيخ العثيمين الخيرية)، وشرح العلامة الفوزان -حَفِظَهُ اللهُ- لِهٰذا الموضع مِن "ثلاثة الأصول".
الإثنين 8 ربيع الآخر 1434ﻫ.