نصّ
السّؤال (رسالة الجوّال)
67- ما مَعنى الإِحْسَانِ، وما هو اشْتِقَاقُهُ؟
|
البيان
قال الإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب
رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ:
(الْمَرْتَبَةُ الثَّالِثَةُ: الإِحْسَانُ).
قال الشيخُ عبدُ الرَّحمٰن بن محمَّد
بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
"قَدَّمَ مَرْتَبَتَيِ الإسْلامِ والإيمانِ،
وَثَلَّثَ بِالرُّتْبَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ مَرَاتِبِ الدِّينِ، وَهِي: الإحْسَانُ.
والإحْسَانُ: نِهَايَةُ الإِخْلاصِ.
والإخْلاصُ: هُوَ إِيْقَاعُ الْعَمَلِ عَلَىٰ
أكْمَلِ وُجُوهِهِ فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ، بِحَيْثُ يَكُونُ قَائِمًا بِهِ فِي
الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ عَلَىٰ أَكْمَلِ الْوُجُوهِ، وَهٰذَا هُوَ الإحْسَانُ، وَلِذَا؛
يُفَسَّرُ بالإِخْلاصِ[1].
وَاشْتِقاقُهُ مِنَ الْحُسْنِ؛ نِهَايَةِ
الإخْلاصِ النَّاشِئِ عَنْ حَقِيقَةِ الاسْتِحْضَارِ.
وَمِنْ حَيْثُ الظَّاهِرُ: كَمَالُ الْمُتَابَعَةِ.
وَتَفْسِيرَهُ بالإخْلاصِ تَفْسِيرٌ لَهُ
بِنَتِيجَتِهِ وَثَمَرَتِهِ؛ فَإِنَّ مَنِ اتَّصَفَ بِذٰلِكَ فَإِنَّه يُكَمِّلُ الْعَمَلَ
فِي الظَّاهِرِ وَالْباطِنِ" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص 88 و89.
الخميس 4 شعبان 1434ﻫ
[1] - جاء في "تفسير البغوي" (5/ 38، ط 1411ﻫ ، دار طيبة) في قوله تَعَالَىٰ: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}
(النَّحْل: مِن الآية 90): "وعنه [أي ابن عبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا]: (الإحسان):
الإخلاصُ في التوحيدِ، وذٰلك معنىٰ قولِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ»" اﻫ.