الصفحات

«الْفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ»

الحمد لله وَحْدَه، والصَّلاة والسَّلام علىٰ مَن لا نبيَّ بَعْدَه، وعلىٰ آله وصحبه ومَن اتبع هديَه.
أمَّا بَعْدُ
عن مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»(1).
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه(2).
ورواه الطبراني في "الكبير"، ولفظه:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ، وَمَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَـٰؤُاْ﴾».
وفي إسناده راوٍ لم يُسمَّ(3).
________________
[تعليقات الوالد رَحِمَهُ اللهُ]:
(1) (الفِقْهُ) في الأصل: الفَهْم، يقال:
 فَقِهَ الرجل -بالكسر- يَفْقَهُ فقهًا إذا فَهِمَ وعَلِمَ.
 و: فَقُهَ -بالضمِّ- يَفْقُهُ إذا صار فقيهًا عالِمًا.
وقد جَعَله العُرْفُ خاصًّا بعِلم الشريعة، وتخصيصًا بعِلم الفروع منها. قاله أبو السعادات!
أقول: تخصيصُه بعِلمِ الفروعِ لا دليلَ عليه، فقد روى الدارميُّ عن عمران الْمِنْقَرِيِّ قال: قُلْتُ لِلْحَسَنِ يَوْمًا فِي شَيْءٍ: ما هَٰكَذَا قال الْفُقَهَاءُ. قَالَ: «وَيْحَكَ! هَل رَأَيْتَ فَقِيهًا؟! إِنَّمَا الْفَقِيهُ:
 الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا،
 الرَّاغِبُ فِي الْآخِرَةِ،
 الْبَصِيرُ بِأَمْرِ دِينِهِ،
 الْمُدَاوِمُ عَلَىٰ عِبَادَةِ رَبِّهِ».
(2) في الأصل هنا ما نصُّه: "ورواه أبو يعلىٰ وزاد فيه: ومَن لم يُفقهه لم يبالِ به"، ولَمَّا كان إسناده ضعيفًا جدًّا؛ فلم أذكره مع "الصحيح" علىٰ ما هو مبيَّن في "المقدمة"، وهو مخرج في "الضعيفة" (6708).
(3) له طرق وشواهد تقوِّيه، فانظر "الصحيحة" (342).

"صحيح الترغيب والترهيب" (3- كتاب العلم/ 1- الترغيب في العلم وطلبه وتعلُّمه وتعليمه، وما جاء في فضل العلماء والمتعلمين/ 1/ 136/ ح 67 (صحيح/ اللفظ الآخر: حسن لغيره)).

الخميس 8 رمضان 1436هـ