الصفحات

صُحبةُ أولِ من يغدو إلى المسجد، وصحبةُ أولِ من يغدو إلى السوق

الحمدُ لله وحده، والصَّلاة والسَّلام علىٰ من لا نبي بعده، وعلىٰ آله وصحبه ومن اتبعه
أمَّا بعد
قال الحافظ المنذري رَحِمَهُ اللهُ:
رُوي عن مِيْثَمٍ(1)[1] -رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: بَلَغَنِي:
«أَنَّ الْمَلَكَ يَغْدُو بِرَايَتِهِ مَعَ أَوَّلِ مَنْ يَغْدُو إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلَا يَزَالُ بِهَا مَعَهُ حَتَّىٰ يَرْجِعَ يَدْخُلُ بِهَا مَنْزِلَهُ، وَأَنَّ الشَّيْطَانَ يَغْدُو بِرَايَتِهِ إِلَى السُّوقِ مَعَ أَوَّلِ مَنْ يَغْدُو، فَلَا يَزَالُ بِهَا حَتَّىٰ يَرْجِعَ فَيُدْخِلَهَا مَنْزِلَهُ»[2].
رواه ابن أبي عاصم وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" وغيرها(2).
__________
[تعليق الوالد رَحِمَهُ اللهُ]:
(1) بكسر الميم وفتح المثلثة، كما في "الأنساب" وغيره، وفي طبعة عمارة: (مَيْتَم) بفتح الميم والمثناة من فوق، وهو خطأ.
(2) قلت: ابن أبي عاصم في "الوحدان" (5/183/3715)، وعنه أبو نعيم في "المعرفة" (2/213/2)، وهو موقوف صحيح السند، كما قال الحافظ في "الإصابة"، فلا أدري لماذا أشار المؤلف إلى تضعيفه.

"صحيح الترغيب والترهيب" (5-  كتاب الصلاة/ 19- الترغيب في صلاة العشاء والصُّبح خاصَّةً في جماعةٍ، والترهيب مِن التأخُّرِ عنهما/ 1/ 299/ ح 422 (صحيح موقوف)).

الأربعاء 6 رجب 1437ه



[1] - لعل اشتقاق اسمه -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مِن الوَثْم، و"الوَثْمُ: الدَّقُّ والكَسْرُ. وَوَثَمَ يَثِمُ أي: عَدَا. وخُفٌّ مِيْثَمٌ: شديدُ الوطْء، كأنه يَثِمُ الأرضَ أي يدقُّها" اﻫ من "الصحاح" (2048 – دار العلم للملايين).
[2] - وروىٰ الإمام مسلم (2451) عن سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: "لَا تَكُونَنَّ -إنْ اسْتَطَعْتَ- أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ، وَلَا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا؛ فَإِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ، وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ".