الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام علىٰ
خاتم رسل الله، وعلىٰ آله وصحبه ومَن والاه
أمَّا بعد
قال الحافظ المنذري رَحِمَهُ اللهُ:
عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ:
«إِذَا
قَالَ الإِمَامُ: ﴿غَيْرِ
المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾
[الفاتحة: 7] فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ
مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلائِكَةِ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
رواه مالك والبخاري -واللفظ له-،
ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
__________
[تعليق
الوالد رَحِمَهُ اللهُ]:
(1) "ظاهر هذه الرواية أن
المؤتمَّ يؤمِّن بعد فراغ الإمام من قراءة ﴿وَلَا الضَّالِّين﴾، وهذا لازمُهُ
أنّ تأمينَه يطابق تأمينَ الإمام، ولا يتأخَّر عنه، بخلاف الرواية التالية: «إِذَا
أَمَّنَ الْقَارِئُ فَأَمِّنُوا»، ورواه البخاري في «الدعوات» بلفظ: «إِذَا
أَمَّنَ الإِمَامُ، فَأَمِّنُوا»، فهذا ظاهرُه أنَّ تأمينَ المأموم يَقع عقبَ تأمينِ
الإمام، وبهذا قال بعضهم. وذهب الجمهور إلى الأول.
وكلٌّ مِن الأمرين
محتمَل.
。 لأنه يمكن تأويل الأول فيقال: إذا قال: ﴿وَلَا الضَّالِّين﴾ أي: وأمّن؛ لِتصريح
الرواية الأخرى.
。 ويمكن تأويل هذه بأنّ المراد: إذا أراد أن يؤمِّن ، وبه تأوَّله الحافظُ وغيرُه، وقد وجدتُ ما يرجِّح هذا التأويل مِن فعل راوي الحديثِ
نفسِه فضلًا عن غيره، ولذلك مِلتُ إليه أخيرًا في المجلد
الثاني من "الأحاديث الضعيفة" (رقم ٩٥٢)[1].
ولكنْ على المصلّين
أن لا يَسبقوا الإمامَ بـ (آمين) كما يقع مِن جماهيرهم، وطالما حذَّرْناهم مِن ذلك،
وعلى الأئمة تذكيرُهم" اﻫ .
"صحيح الترغيب والترهيب" (5- كتاب
الصلاة/ 32- الترغيب في التأمين خلف الإمام/ 1/ 340/ ح 514 (صحيح)).
الأربعاء 25 شعبان 1437هـ