بسم الله الرحمٰن الرحيم. "تمام المنة" مدوَّنة سُكينة الألباني -غفر الله لها- هي مجرد بديل لبعض رسائل البريد الإلكتروني التي كنت أبعثها لمن في القائمة. واللهُ سبحانه هو المرجوّ أن ينفع بها.
الصفحات
استغفار في السجود، يشمل الذنوب جملةً وتفصيلاً
استغفار في السجود، يشمل الذنوب جملةً وتفصيلاً.
"صحيح مسلم"
ك4
ب42
ح483
~~~~~~~~
التوضيح:
نجد في "صحيح مسلم" (4- كتاب الصلاة/ ح483) :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ:
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ».
المناسَبة بين المقسَم به والمقسَم عليه في مطلع سورة القلم
ت السعدي
أعظمُ شهادةٍ من اللهِ تعالى لِصِحَّةِ رسالةِ نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم
بل تجرّؤوا بذلك على الله تعالى؛ فإنه قدْحٌ في الله؛ حيث مكّنكَ مِن هذه الدعوة العظيمة، المتضمّنة -على موجب زعمهم- أكبرَ الفساد في الأرض، حيث:
هل يثاب مَن أعطى عطيّةً يريد أن يرُدَّ الناسُ عليه أكثرَ منها؟
وقال ابن عباس: الربا رباءان، فربا لا يصح، يعني: ربا البيع، وربا لا بأس به، وهو هدية الرجل يريد فضلها وأضعافها. ثم تلا هذه الآية: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ}.
بماذا هدى اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم؟
بماذا هدى اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم؟
ينظر صحيح البخاري
ك96
ح 7269
~~~~~~~~~~~~~~
التوضيح:
الأثر في "صحيح البخاري" كتاب رقم (96) وهو كتاب (الاعتصام بالكتاب والسنة) :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ الْغَدَ حِينَ بَايَعَ الْمُسْلِمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَاسْتَوَى عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَشَهَّدَ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ:
"أَمَّا بَعْدُ، فَاخْتَارَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي عِنْدَهُ عَلَى الَّذِي عِنْدَكُمْ، وَهَذَا الْكِتَابُ الَّذِي هَدَى اللَّهُ بِهِ رَسُولَكُمْ؛ فَخُذُوا بِهِ؛ تَهْتَدُوا، وَإِنَّمَا هَدَى اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ".
الموفَّق للأسوة الحسنة
ت السعدي
الأحزاب: 21
و
الممتحنة: 6
~~~~~~~~~~~~~~~
التوضيح:
آية سورة الأحزاب:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا}
قال فيها العلامة السعدي رحمه الله :
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } حيث حضر الهيجاء بنفسه الكريمة، وباشر موقف الحرب، وهو الشريف الكامل، والبطل الباسل، فكيف تشحّون بأنفسكم عن أمر جاد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بنفسِه فيه؟!
فَتأَسَّوْا به في هذا الأمر وغيره.
واستدل الأصوليون في هذه الآية على الاحتجاج بأفعال الرسول صلى اللّه عليه وسلم، وأن الأصل: أن أمته أسوته في الأحكام، إلا ما دل الدليل الشرعي على الاختصاص به.
فالأسوة نوعان: أسوة حسنة، وأسوة سيئة.
فالأسوة الحسنة: في الرسول صلى اللّه عليه وسلم، فإن المتأسِّي به سالك الطريق الموصل إلى كرامة اللّه، وهو الصراط المستقيم.
وأما الأسوة بغيره إذا خالفه؛ فهو الأسوة السيئة، كقول الكفار حين دعتهم الرسل للتأسِّي [بهم]: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}.
وهذه الأسوة الحسنة إنما يسلكها ويوفَّق لها: مَن {كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ}؛ فإن ما معه مِن:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}
قال العلامة السعدي رحمه الله:
"ثم كرر الحث [لهم] على الاقتداء بهم، فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، وليس كل أحد تسهل عليه هذه الأسوة، وإنما تسهل على مَن {كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ}؛ فإن الإيمان واحتساب الأجر والثواب:
أصل كبير في التأسي بالرسول عليه الصلاة والسلام
أصل كبير في التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم
تفسير ابن كثير
الأحزاب: 21
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
{قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا} (الأحزاب: 21)
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في "تفسيره" (6/ 391):
هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في:
أقواله
وأفعاله
وأحواله
ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب، في:
صبره
ومصابرته
ومرابطته
ومجاهدته
وانتظاره الفرج مِن ربه عز وجل
ولهذا قال تعالى للذين تقلقوا* وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} أي: هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله؟ ولهذا قال: {لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}". ا.هـ " .
* كذا في الأصل، ولعلها: تقلقلوا.
ما هو الإيثار؟ وما الذي يشمله وقاية شح النفس؟
نص الرسالة :
ما هو الإيثار، وما عكسه؟ وما الذي يشمله وقاية شح النفس؟
ت السعدي
الحشر9
~~~~~~~~
قال العلامة السعدي - رحمة الله عليه - في قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الحشر: 9) :
"وقوله: { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } أي: ومِن أوصاف الأنصار التي فاقوا بها غيرهم، وتميّزوا بها على مَن سواهم:
الإيثار، وهو: أكمل أنواع الجود، وهو: الإيثار بمحابّ النفس مِن الأموال وغيرها، وبذْلها للغير مع الحاجة إليها، بل مع الضرورة والخصاصة.
وهذا لا يكون إلا مِن خُلُقٍ زكي، ومحبةٍ لله تعالى مقدَّمةٍ على محبةِ شهواتِ النفس ولذاتها، ومِن ذلك قصة الأنصاري الذي نزلت الآيةُ بسببه، حين آثرَ ضيفَه بطعامه وطعامِ أهله وأولاده وباتوا جياعًا.
والإيثار عكس الأَثَرَة
فالإيثار محمود، والأثرة مذمومة؛ لأنها من خصال البخل والشح.
ومَن رُزق الإيثار؛ فقد وُقي شح نفسه { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ووقاية شح النفس يشمل: وقايتها الشحَّ في جميعِ ما أمر به، فإنه إذا وُقي العبدُ شحَّ نفسِه:
- سَمَحتْ نفسُه بأوامرِ الله ورسوله، ففعلها طائعًا منقادًا، منشرحًا بها صدره.
- وسَمَحتْ نفسُه بتركِ ما نهى الله عنه، وإن كان محبوبًا للنفس، تدعو إليه، وتطلع إليه.
- وسَمَحتْ نفسُه ببذل الأموال في سبيل الله وابتغاءَ مرضاته.
وبذلك يحصل الفلاح والفوز، بخلاف مَن لم يوق شح نفسه، بل ابتُلي بالشحّ بالخير، الذي هو أصل الشر ومادته". ا.هـ "تيسير الكريم الرحمن" ص851
علام يدل وصفُ سُرر الجنة بأنها {مصفوفة}؟
علامَ يَدلُّ وصْفُ سُررِ الجنةِ بأنها {مصفوفة}؟
ينظر تفسير السعدي
الطور: 20
~~~~~~~~~~~
قال العلامة السعدي رحمه الله:
"ووصف الله السرر بأنها مصفوفة؛ ليدل ذلك على:
- كثرتها
- وحُسن تنظيمها
- واجتماع أهلها وسرورهم، بحسن معاشرتهم، ولطف كلام بعضهم لبعض". ا.هـ "تيسير الكريم الرحمن" ص815
متى يكون النقص كمالاً؟!
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
كلُّ شيءٍ ناقصٌ في عُرفِ الناس في الدّنيا
حتى إذا انتَسَبَ إلى طاعته ورضاه
فهو الكاملُ في الحقيقة
خلوف أفواه الصائمين له = أطيب من ريح المسك
عري المحرمين لزيارة بيته = أجمل مِن لباس الحلل
انكسار المخبتين لعظمته = هو الجبر
ذلُّ الخائفين مِن سطوته = هو العزّ
بذلُ النفوس للقتل في سبيله = هو الحياة
جوع الصائمين لأجله = هو الشبع
عطشهم في طلب مرضاته = هو الرّيّ
نَصَب المجتهدين في خدمته = هو الراحة
ذلُّ الفتى في الحب مكرمة ... وخضوعه لحبيبه شرف
هبّت اليوم على القلوب نفحةٌ مِن نفحات نسيم القرب
سعى سمسارُ المواعظ للمهجورين في الصلح
وصلت البشارةُ للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعفو، والمستوجبين النار بالعتق
لَمّا سُلسل الشيطان في شهر رمضان، وخمدت نيران الشهوات بالصيام؛ انعزل سلطانُ الهوى
وصارت الدولةُ لحاكم العقل بالعدل
فلم يبق للعاصي عذر
يا غيوم الغفلة عن القلوب! تقشعي
يا شموس التقوى والإيمان! اطلعي
يا صحائف أعمال الصائمين! ارتفعي
يا قلوب الصائمين! اخشعي
يا أقدام المتهجدين! اسجدي لربك واركعي
يا عيون المجتهدين! لا تهجعي
يا ذنوب التائبين! لا ترجعي
يا أرض الهوى! ابلعي ماءك، ويا سماء النفوس! أقلعي
يا همم المحبين! بغير الله لا تقنعي
قد مدت في هذه الأيام موائد الإنعام للصوام فما منكم إلا مَن دُعي:
{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} [الاحقاف: 31]
ويا همم المؤمنين! اسرعي
فطوبى لمن أجاب
فأصاب
وويل لمن طرد عن الباب
وما دعي.
"بغية الإنسان من وظائف رمضان" ، ص 21 و22 ، باختصار.
كره أن ينتصب للهلال
الحمد لله، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله
أورد شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه "الكلم الطيب" تحت (فصل في رؤية الهلال) حديثَ عبدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما, قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الْهِلالَ , قَالَ:
(اللهُ أكبَرُ! اللَّهُمَّ! أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ , وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ , وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى , رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللهُ).
وقال أبي -رحمه الله - في تعليقه عليه:
"حديث صحيح بشواهده، وصححه ابن حبان (2375) وحسّنه الترمذي.
(تنبيه) : يَستقبل كثيرٌ مِن الناس الهلالَ عند الدعاء، كما يَستقبلون بمثله القبورَ، وكلُّ ذلك لا يجوز؛ لِما تَقرّر في الشرع أنه "لا يُستقبَل بالدعاء إلا ما يُستقبَل بالصلاة"، وما أحسن ما روى ابن أبي شيبة (12/8/11) عن عليٍّ رضي الله عنه قال:
"إذا رأى الهلال فلا يرفع إليه رأسَه، إنما يَكفي مِن أحدكم أن يقول: ربي وربك الله"، وعن ابن عباس:
أنه كره أن ينتصب للهلال، ولكن يعترض ويقول: "الله أكبر..."" اهـ. "الكلم الطيب" ص 139