لِحُفّاظِ القرآنِ الكريم ومُتَحَفِّظِيه
بسم الله الرحمٰن الرحيم
الحمدُ لله، والصَّلاةُ والسَّلامُ علىٰ خاتم رُسلِ الله
أما بعد
قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ في سورة الأنبياء:
]وَإِذَا رَءَاكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَـٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ ءَالِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَـٰفِرُونَ (36) خُلِقَ الْإِنْسَـٰنُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ ءَايَـٰتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37)[
ما المناسَبةُ (الرابطُ) بين الآيتينِ يا تُرىٰ؟
يُجيبنا الحافظُ ابنُ كثير رَحِمَهُ اللهُ في "تفسيره":
"والحكمةُ في ذِكرِ عَجَلَةِ الإنسانِ هٰهنا: أنه لَمَّا ذَكَرَ الْمُستهزئين بالرسول صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه؛ وَقَع في النُّفوسِ سُرعةُ الانتقامِ منهم واستعجلت ذلك، فقال اللهُ تعالىٰ: ]خُلِقَ الْإِنْسَـٰنُ مِنْ عَجَلٍ[؛ لأنه تعالىٰ يُملي للظالم حتىٰ إذا أخذه لم يفلته، يؤجل ثم يعجل، ويُنْظِر ثم لا يؤخِّر؛ ولِهٰذا قال: ]سَأُوْرِيكُمْ ءَايَـٰتِي [ أي: نِقَمي وحكمي واقتداري علىٰ مَن عصاني؛ ]فَلا تَسْتَعْجِلُونِ[" اﻫ.
وكذٰلك فالآيةُ الأخيرة مرتبطةٌ مع ما بعدها:
]وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَـٰدِقِينَ (38) [.
قال الحافظ ابن كثير رَحِمَهُ اللهُ:
"يخبر تعالىٰ عن المشركين أنهم يستعجلون أيضًا بوقوع العذاب بهم؛ تكذيبًا وجحودًا وكفرًا وعنادًا واستبعادًا، فقال: ]وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَـٰدِقِينَ[" اﻫ .