الصفحات

ما معنى {الْمَسَاجِد} في آيةِ (سورةِ الجِنّ)؟ - مِن "حاشية ثلاثة الأصول"-


نصّ رسالة الجوال


27- ما معنى {الْمَسَاجِد} في آيةِ (سورةِ الجِنّ)؟
وعَلامَ دَلَّ تَنكيرُ كلمةِ {أحَدًا}؟



البيان

قال الإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ:
(وَأَنْوَاعُ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا مِثْلُ:
الإِسْلامِ، وَالإِيمَانِ، وَالإِحْسَانِ، وَمِنْهُ: الدُّعَاءُ، وَالْخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالْخُشُوعُ، وَالْخَشْيَةُ، وَالإِنَابَةُ، وَالاسْتِعَانَةُ، وَالاسْتِعَاذَةُ، وَالاسْتِغَاثَةُ، وَالذَّبْحُ، وَالنَّذْرُ، وَغَيْرُ ذٰلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا- كُلُّهَا للهِ تَعَالَىٰ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ:
{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (الجن: 18) ).
قال الشيخُ عبدُ الرحمٰن بن محمد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
"في {المسَاجِدَ} تفسيران:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا الْمَوَاضِعُ الَّتِي بُنِيَتْ لِعِبَادَةِ اللَّهِ، فَالْمَعْنىٰ:
أَنَّهَا إِنَّمَا بُنِيَتْ لِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ؛ فَلا تَعْبُدُوا فِيهَا غَيْرَهُ.
وَالثَّانِي[1]: أَنَّهَا الأَعْضَاءُ الَّتِي خَلَقَهَا لِيَسْجُدَ لَهُ عَلَيهَا، وَهِي الْوَجْهُ وَالْيَدَانِ وَالرُّكْبَتَانِ وَالْقَدَمَانِ؛ فَلا يَسْجُدَ بِهَا لِغَيْرِه.
وَ{أَحَدًا} كَلِمَةٌ شَامِلَةٌ عَامَّةٌ، نَكِرَةَ فِي سِياقِ النَّهْيِ، شَمَلَتِ الْمَلائِكَةَ وَالأَنْبِيَاءَ وَالأَوْلِيَاءَ وَالصَّالِحَيْنَ وَغَيْرَهُمْ، فَلا يُدْعَىٰ مَعَ اللهِ أَحَدٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ وَلا الأَنْبِيَاءِ وَلا الصَّالِحَيْنَ وَلا غَيْرِهِمْ، فَقَدْ شَمَلَتْ جَمِيعَ الْخَلْقِ" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص47 و48.
وقد تضمّن هٰذا -باختصار- الجوابُ عن سؤالٍ سابق (رقم 9)، هنا:

أَنَّ اللهَ لا يَرْضَىٰ أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحَدٌ فِي عِبَادَتِهِ؛ لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ - مِن "حاشية ثلاثة الأصول" -




[1] - في الأصل: وَالثَّانية .