نصّ رسالة الجوال
9- لماذا اختار المصنِّفُ الملَكَ والنَّبيَّ في بيان نَفْيِ الشريك عن الله؟
وما دليله؟
وما وجه الدّلالة؟
|
البيان
قال الإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ:
(الثَّانِيَةُ: أَنَّ اللهَ لا يَرْضَىٰ أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحَدٌ فِي عِبَادَتِهِ؛ لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ*، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ: {وَأَنَّ الْمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}** (الجِنّ: 18) ).
قال الشيخُ عبدُ الرَّحمٰن بن محمَّد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
"* أَيْ: لا يَرْضَىٰ سُبْحَانَهُ أَنْ يُجْعَلَ لَهُ شَرِيكٌ فِي عِبَادَتِهِ؛ لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ عِنْدَهُ، وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، يَعْنِي: فَضْلاً عَنْ غَيْرِهِمَا مِنْ سَائِرِ المَخْلُوقَاتِ، فَإِذَا لَمْ يَرْضَ بِعِبَادَةِ مَنْ كَانَ قَرِيبًا مِنْهُ كَالْمَلائِكَةِ، وَلا نَبِيًّا مُرْسَلاً، وَهُمْ أَفْضَلُ الْخَلْقِ؛ فَغَيَّرَهُمْ بِطَرِيقِ الأَولَىٰ؛ لأَنَّ الْعِبَادَةَ لا تَصْلُحُ إِلا لِلَّهِ وَحْدَهُ، فَكَمَا أَنَّهُ الْمُتَفَرِّدُ بِالْخَلْقِ وَالرَّزْقِ وَالتَّدْبِيرِ؛ فَهُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ وَحْدَهُ دُونَ مِنْ سِوَاهُ.
** أي: وَأنَّ المواضِعَ التي بُنِيَتْ لِلصَّلاةِ والعِبادةِ وذِكْرِ اللهِ، أَوْ أعضاءَ السُّجودِ؛ لِلّه؛ فلا تَعْبُدُوا -نَهْيٌ عامٌّ لِجميعِ الخَلْقِ؛ الإنْسِ والجِنِّ- فيها أو بها {مَعَ اللهِ أَحَدًا}.
و{أَحَدًا} نَكِرَةٌ في سِياقِ النَّهْيِ؛ شَمَلَتْ جميعَ ما يُدْعَىٰ مِن دُونِ اللهِ، سواءٌ كان المدْعُوُّ مِن دُونِ اللهِ صَنَمًا، أو وَلِيًّا، أو شَجَرةً، أو قَبْرًا، أو جِنِّيًّا، أو غيرَ ذٰلك" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص25 و26.