ما المراد بالعلم عند إطلاقه؟ -مِن "حاشية ثلاثة الأصول"-

السؤال (نصّ رسالة الجوال)

2- ما المرادُ بالعِلمِ عند إطلاقه؟
وما حُكْمُ العِلمِ المذكورِ في المسائل الأربع؟


البيان:
قال الإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ:
(اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا تَعَلُّمُ أَرْبَعِ مَسَائِلَ:
الأُولَىٰ: الْعِلْمُ*).
قال الشيخُ عبدُ الرحمٰن بن محمد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
"* والعِلْمُ إذا أُطْلِقَ فالْمُرادُ به: العِلمُ الشَّرْعِيُّ الَّذِي تُفِيدُ مَعْرِفَتُهُ ما يَجِب عَلى الْمُكَلَّفِ مِن أَمْرِ دِيْنِهِ.
والعِلمُ الشَّرْعيُّ علىٰ قِسْمَين:
- فَرْضُ عَيْنٍ.               - وفَرْضُ كِفَايَةٍ.
وما ذَكَرَ -رَحِمَهُ اللهُ- فَهُوَ فَرْضُ عَيْنٍ على الذَّكَر والأُنْثَىٰ، والحُرِّ والعَبْدِ، لا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِالجهْل بِه[1]، وفي الحديث عن أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
«طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ»[2].
وَقَال أَحَمْدُ: "يَجِبُ أَنْ يَطْلُبَ مِنَ الْعَلْمِ مَا يَقُومُ بِهِ دِيْنُهُ". قِيْلَ لَهُ:
مِثْلُ أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ:
"الَّذِي لا يَسَعُهُ جَهْلُهُ؛ صَلاتُهُ وَصِيَامُهُ وَنَحْوُ ذٰلِكَ"[3].
وَقَالَ الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ:
إِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ، وَإِنَّهُ شِفَاءٌ لِلْقُلُوبِ الْمَرِيضَةِ، وَإِنَّ أَهَمَّ مَا عَلَى الْعَبْدِ: مَعْرِفَةُ دِينِهِ، الَّذِي مَعْرِفَتُهُ وَالْعَمَلُ بِهِ سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ، وَالْجَهْلُ بِهِ وإِضَاعَتُهُ سَبَبٌ لِدُخُولِ النَّارِ، أَعَاذَنَا اللهُ مِنْهَا" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص14.


[1] إذا توفر له سبيلُ التعلُّم وانتفت موانعُه.
[2] رواه البيهقي وغيرُه -رَحِمَهُمُ اللهُ-، وصححه أبي -رَحِمَهُ اللهُ- في غير ما كتاب؛ ينظر "تخريج مشكلة الفقر" (86).
[3] يُنظر كتاب "الآداب الشرعية" للعلَّامة ابن مفلح رَحِمَهُ اللهُ (2/ 35، ط3، 1419ﻫ، الرسالة).