أحسَنُ وأجمَعُ تعريفٍ للعبادة -مِن "حاشية ثلاثة الأصول"-


نصّ رسالة الجوّال


26- عددي أمثلةً لأنواع العبادةِ التي أَمَرَ الله بها.
وبيّني ما هو أحْسَنُ وأجمع ما عُرِّفَتْ به العبادةُ؟


البيان

قال الإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ:
(وَأَنْوَاعُ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا مِثْلُ:
الإِسْلامِ، وَالإِيمَانِ، وَالإِحْسَانِ، وَمِنْهُ: الدُّعَاءُ، وَالْخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالْخُشُوعُ، وَالْخَشْيَةُ، وَالإِنَابَةُ، وَالاسْتِعَانَةُ، وَالاسْتِعَاذَةُ، وَالاسْتِغَاثَةُ، وَالذَّبْحُ، وَالنَّذْرُ، وَغَيْرُ ذٰلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا- كُلُّهَا للهِ تَعَالَىٰ).
ومما علّق به الشيخُ عبدُ الرحمٰن بن محمد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
"وَأَحْسَنُ وَأَجْمَعُ مَا عُرِّفَتْ بِهِ [أي العبادة] هُوَ مَا عَرَّفَهَا بِهِ شَيْخُ الإِسْلامِ بِقَولِهِ:
(اسْمٌ جَامِعٌ لَكِلِّ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيَرْضَاهُ، مِنَ الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ، الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ).
وَعَدَّ نَحْوًا مِمَّا عَدَّهُ الْمُصَنِّفُ، وَهُوَ مِنْ أَشِمْلِ مَا عُرِّفَتْ بِهِ؛ فَكُلُّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الْعِبَادَةِ دَاخِلٌ تَحْتَ هٰذِهِ الْعِبَارَةِ، فَيَدْخُلُ فِيهَا مَا ذَكَرَ، وَيَدْخُلُ فِيهَا مَا شَمَلَهُ الْحَدُّ، فَالْعِبَادَةُ شَمَلَتْ جَمِيعَ أَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص46 و47. 
ومِن المفيد ذِكرُ نصِّ كلامِ شيخِ الإسلام ابن تيميّة -رَحِمَهُ اللهُ- الذي فيه هٰذا التعريفُ الأجمعُ الأحسنُ لِلعبادة:
"سُئِلَ الشَّيْخُ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} (البقرة: 21)؛ فَمَا الْعِبَادَةُ وَفُرُوعُهَا؟ وَهَلْ مَجْمُوعُ الدِّينِ دَاخِلٌ فِيهَا أَمْ لا؟ وَمَا حَقِيقَةُ الْعُبُودِيَّةِ؟ وَهَلْ هِيَ أَعْلَى الْمَقَامَاتِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، أَمْ فَوْقَهَا شَيْءٌ مِنَ الْمَقَامَاتِ؟ وَلْيَبْسُطُوا لَنَا الْقَوْلَ فِي ذٰلِكَ.
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الْعِبَادَةُ هِيَ:
اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ، مِنَ الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ، الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ.
فَالصَّلاةُ، وَالزَّكَاةُ، وَالصِّيَامُ، وَالْحَجُّ، وَصِدْقُ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَصِلَةُ الأَرْحَامِ، وَالْوَفَاءُ بِالْعُهُودِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالْجِهَادُ لِلْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ، وَالإِحْسَانُ إلَى الْجَارِ وَالْيَتِيمِ وَالْمِسْكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالْمَمْلُوكِ مِنَ الآدَمِيِّينَ وَالْبَهَائِمِ، وَالدُّعَاءُ وَالذِّكْرُ وَالْقِرَاءَةُ، وَأَمْثَالِ ذٰلِكَ مِنَ الْعِبَادَةِ.
وَكَذٰلِكَ: حُبُّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَخَشْيَةُ اللَّهِ، وَالْإِنَابَةُ إلَيْهِ، وَإِخْلاصُ الدِّينِ لَهُ، وَالصَّبْرُ لِحُكْمِهِ، وَالشُّكْرُ لِنِعَمِهِ، وَالرِّضَا بِقَضَائِهِ، وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ، وَالرَّجَاءُ لِرَحْمَتِهِ، وَالْخَوْفُ لِعَذَابِهِ، وَأَمْثَالُ ذٰلِكَ؛ هِيَ مِنَ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ" اﻫ المراد، يُنظر "مجموع الفتاوى" (10/ 149 و150).