بسم الله الرحمٰن الرحيم
عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلاً بِالْمَدِينَةِ وَقَدْ طَافَ النَّاسُ بِهِ وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ:
«إِنَّ مِنْ بَعْدِكُمُ الْكَذَّابَ الْمُضِلَّ، وَإِنَّ رَأْسَهُ مِنْ بَعْدِهِ حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُكٌ -ثَلاَثَ مَرَّاتٍ-، وَإِنَّهُ سَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَمَنْ قَالَ:
(لَسْتَ رَبَّنَا، لٰكِنْ رَبُّنَا اللهُ، عَلَيْهِ تَوَكلْنَا، وَإِليه أَنَبْنَا، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شرِّكَ)؛ لَمْ يَكُنْ له عَلَيْهِ سُلْطَانٌ».
رواه الإمام أحمد وغيرُه رَحِمَهُمُ اللهُ، وصححه أبي –رَحِمَهُ اللهُ- في "صحيحته" (2808) ثم قال:
"قوله: «مِنْ بَعْدِهِ»: أي: مِن ورائه.
«حُبُكٌ»: أي: شَعْرُ رَأسِه مُتَكَسِّرٌ مِنَ الجُعودة، مِثل الماء السَّاكن أو الرَّمل إذا هبَّتْ عليهما الرِّيحُ؛ فيَتجَعَّدَان ويَصيران طَرائقَ. كما في "النهاية"
والحديث دليل صريح علىٰ أنَّ الدجَّال الأكبرَ هو شخصٌ له رأسٌ وشَعْرٌ، وليس مَعنًى وكِنايةً عنِ الفسادِ، كما يَحلو لبعضِ ضُعفاءِ الإيمان أن يتناولوا أحاديثَه الكثيرةَ الثابتةَ عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتواتر، كما صَرَّح به أئمةُ الحديث، فلا تَغترَّ بَعْدَ ذٰلك -أيَّها القارىء!- بمن لا عِلمَ عندَه بحديثِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهما كان شأنه ومقامه في غيرِ هٰذا العِلم الشريف" اﻫ المرادُ مِن كلامِ أبي أحسن اللهُ إليه؛ "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (6/2/ 727 و728).
وقد بوّب له الحافظ البوصيري –رَحِمَهُ اللهُ- في "إتحاف الخيرة" (10/ 290):
بَابُ مَا يَقُولُهُ مَنْ رَأَى الدَّجَّالَ.