نصّ رسالة الجوال
11- ما معنى المحادَّة المذكورة في سورة (المجادلة)؟
وفي خاتمة السورة سِرٌّ بديعٌ؛ ما هو؟
|
البيان
قال الإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ:
(الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ، وَوَحَّدَ اللهَ؛ لا يَجُوزُ لَهُ مُوَالاةُ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَلَوْ كَانَ أَقْرَبَ قَرِيبٍ؛ وَالدَّلِيلُ: قَوْلُهُ تَعَالَىٰ:
{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَ ٰنَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَـٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (المجادلة: 22) ).
ومما قاله الشيخُ ابن قاسم -رَحِمَهُ اللهُ- في تعليقه:
"وَالَمُحَادّة هِيَ: الْمُجَانَبَةُ وَالْمُخَالَفَةُ وَالْمُغَاضَبَةُ وَالْمُعَادَاةُ.
وَلَهَا أَيْضًا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَعْنَيَانِ:
أَحَدُهُمَا: إِنَّ الْكُفَّارَ كَانُوا فِي حَدٍّ وَالْمُؤْمِنُونَ فِي حَدٍّ:
الْمُؤْمِنُونَ فِي حَدِّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَهُوَ الإِيمَانُ.
وَالْمُشْرِكُونَ فِي حَدِّ إِبْلِيسَ وَجُنُودِه، وَهُوَ الْكُفْرُ.
وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ الْكَافِرِينَ وَالْمُسْلِمِينَ إِلا الْحَدِيد، يَعْنِي: الْقِتَال بِالْحَدِيدِ". اﻫ من "حاشية ثلاثة الأصول" ص 27
وقال -رَحِمَهُ اللهُ- في قولِه تَعَالَىٰ: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}:
"هَـٰذَا أَعْلَىٰ مَرَاتِب النَّعِيمِ، وَفِيهِ سِرٌّ بَدِيعٌ؛ وَهُوَ أَنَّهُمْ لَمَّا أَسْخَطُوا الْقرَائبَ وَالْعَشَائِر فِي اللَّهِ؛ عَوَّضَهَمُ اللَّهُ بِالرِّضَىٰ عَنْهُمْ، وَأَرْضَاهُمْ عَنْهُ بِمَا أَعْطَاهُمْ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ، وَالْفَوْزِ الْعَظِيمِ، وَالْفَضْلِ الْعَمِيمِ" اﻫ من "حاشية ثلاثة الأصول" ص29.