نصّ رسالة الجوّال
28- اذكري دليلاً علىٰ أنّ مَن صَرَفَ شيئًا مِنَ العبادةِ لِغَير الله؛ فهو مشركٌ كافر،
وما وَجْهُ الدّلالة؟
|
البيان
قال الإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ:
(وَأَنْوَاعُ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا مِثْلُ:
الإِسْلامِ، وَالإِيمَانِ، وَالإِحْسَانِ، وَمِنْهُ: الدُّعَاءُ، وَالْخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالْخُشُوعُ، وَالْخَشْيَةُ، وَالإِنَابَةُ، وَالاسْتِعَانَةُ، وَالاسْتِعَاذَةُ، وَالاسْتِغَاثَةُ، وَالذَّبْحُ، وَالنَّذْرُ، وَغَيْرُ ذٰلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا- كُلُّهَا للهِ تَعَالَىٰ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ:
{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (الجن: 18).
فَمَنْ صَرَفَ مِنْهَا شَيْئًا لِغَيْرِ اللهِ؛ فَهُوَ مُشْرِكٌ كَافِرٌ، وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ:
{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ* فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ**} (المؤمنون: 117) ).
جاء في "حاشية ثلاثة الأصول" ص45:
* "أََيْ: وَمَنْ أَشْرَكَ بِاللهِ لا حُجَّةَ لَهُ وَلا بَيِّنَةَ؛ لأَنَّه لا حُجَّةَ لأَحَدٍ فِي دَعْوَى الشِّرْكِ.
وَ{لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ} صِفَةٌ أُخْرَىٰ لِـ {إِلـٰهًا} لازِمَةٌ لَهُ، جِيءَ بِهَا لِلتَّأْكِيْدِ، أَوْ جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ الشَّرْطِ وَالْجِزَاءِ.
** أََيْ: اللهُ يُحَاسِبُهُ عَلَىٰ ذٰلِكَ فَيُجَازِيهُ بِمَا يَسْتَحِقُّهُ عَلَىٰ شِرْكِهِ، أَخَبَرَ أَنَّهُ {لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}؛ فَسَمَّاهُمْ كَافِرَيْنِ؛ لِدُعَائِهْمْ مَعَ اللهِ غَيْرَهُ، وَلا يُنَازِعُ مُسْلِمٌ فِي كُفْرِ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ غَيْرَه.
وَفِي الآيَةِ أَوَضَحُ بُرْهَانٍ عَلَىٰ كُفْرِ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ غَيْرَهُ، سَواءٌ كَانَ الْمَدْعُوُّ مَلَكًا أَوْ نَبِيًّا أَوْ شَجَرَةً أَوْ قَبْرًا أَوْ جِنِّيًّا" اﻫ.