الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام علىٰ
خاتم رسل الله، وعلىٰ آله وصحبه ومَن والاه>
أمَّا بعد:
قال الحافظ المنذري رَحِمَهُ اللهُ:
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«مَا
طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلاَّ وَبِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ:
اللَّهُمَّ!
مَنْ أَنْفَقَ فَأَعْقِبْهُ خَلَفًا، وَمَنْ أَمْسَكَ فَأَعْقِبْهُ تَلَفًا».
رواه أحمد، وابن حبان في
"صحيحه"، والحاكم بنحوه، وقال:
"صحيح الإسناد".
والبيهقي من طريق الحاكم، ولفظه -في
إحدى رواياته-:
قال
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَا
مِنْ يَوْمٍ طَلَعَتْ شَمْسُهُ إِلَّا وَكَانَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ
نِدَاءً يَسْمَعُهُ مَا خَلَقَ اللهُ كُلُّهُمْ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ:
يَا
أَيُّهَا النَّاسُ! هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا
كَثُرَ وَأَلْهَى.
وَلَا
آبَتِ الشَّمْسُ إِلَّا وَكَانَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ نِدَاءً يَسْمَعُهُ
خَلْقُ اللهِ كُلُّهُمْ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ:
اللهُمَّ!
أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا.
وَأَنْزَلَ
اللهُ فِي ذَلِكَ قُرْآنًا فِي قَوْلِ الْمَلَكَيْنِ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ!
هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ" فِي سُورَةِ (يُونُسَ):
﴿وَاللهُ
يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
(25)﴾.
وَأَنْزَلَ
فِي قَوْلِهِمَا: "اللهُمَّ! أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا":
﴿وَاللَّيْلِ
إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى
(2)﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿لِلْعُسْرَى (10)﴾».
"صحيح الترغيب والترهيب" (8- كتاب الصدقات/ 15- الترغيب في الإنفاق في وجوه
الخير/ 1/ 546 و547/ ح 917 ، كذلك: 24 - كتاب التوبة والزهد/ 2 - الترغيب في الفراغ
للعبادة والإقبال على الله تعالى، والترهيب من الاهتمام بالدنيا والانهماك عليها/ 3/
229و230/ ح 3167 (صحيح، حسن)).
الأحد 19 شوال 1437هـ