الحمدُ لله وحدَه، والصَّلاة والسَّلام
علىٰ مَن لا نبيَّ بعده، وعلىٰ آله وصحبه ومَن اتبع هديه
أمَّا بعد
عن
سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
كَانَ
رَجُلَانِ أَخَوَانِ، فَهَلَكَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ بِأَرْبَعِينَ لَيْلَةً،
فَذُكِرَتْ فَضِيلَةُ الْأَوَّلِ منْهُما عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ:
«أَلَمْ
يَكُنِ الْآخَرُ مُسْلِمًا؟».
قَالُوا:
بَلَىٰ، وَكَانَ لَا بَأْسَ بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
«وَمَا
يُدْرِيكُمْ مَا بَلَغَتْ بِهِ صَلَاتُهُ؟! إِنَّمَا مَثَلُ الصَّلَاةِ كَمَثَلِ نَهْرٍ
عَذْبٍ غَمْرٍ بِبَابِ أَحَدِكُمْ، يَقْتَحِمُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ،
فَمَا تَرَوْنَ فِي ذَٰلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ؟! فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا
بَلَغَتْ بِهِ صَلَاتُهُ».
رواه مالكٌ
واللفظ له- وأحمد بإسنادٍ حسن، والنسائي، وابن خزيمة في "صحيحه"، إلا
أنه قال:
عَنْ
عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ : سَمِعْتُ سَعْدًا وَنَاسًا مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ:
كَانَ رَجُلانِ أَخَوَانِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَفْضَلَ مِنَ الآخَرِ، فَتُوُفِّيَ
الَّذِي هُوَ أَفْضَلُهُمَا، ثُمَّ عُمِّرَ الآخَرُ بَعْدَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً،
ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَذُكِرَ ذٰلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ:
«أَلَمْ
يَكُنْ يُصَلِّي؟».
قَالُوا:
بَلَىٰ يَا رَسُولَ اللهِ! وَكَانَ لَا بَأْسَ بِهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«ومَاذَا
يُدْرِيكُمْ مَاذَا بَلَغَتْ بِهِ صَلاتُهُ؟!». الحديث.
"صحيح الترغيب والترهيب" (5-
كتاب الصلاة/ 13- الترغيب في الصلوات الخمس، والمحافظة عليها، والإيمان بوجوبها/
1/ 272/ ح 371 (صحيح)).
الأربعاء 28 رمضان 1436ه.