ملاطفة الأبناء والأصحاب ليكونوا من أولي الألباب - للعلّامة زيد المدخليّ رَحِمَهُ اللهُ



الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام علىٰ خاتم رسل الله، وعلىٰ آله وصحبه ومَن اتبع هُداه
أما بعد
فهٰذه دُررٌ نظمها العلامةُ زيد المدخليّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ رحمةَ الأبرار- بسَلْسٍ مجدولٍ مِن عِلمٍ ونُصحٍ؛ فحَلَّتْ حَلْيًا علىٰ جِيدِ (الملحَق بالنظم المختار لبعض موضوعات "المنظار" مع إضافات كان مرجعها صحيح الآثار)، وكان هٰذا القسمُ مسكَ ختام (الملحق)؛ قال رَحِمَهُ اللهُ:
المنظومة اللطيفة ذات المعاني المنيفة
(ملاطفة الأبناء والأصحاب ليكونوا من أولي الألباب)
وكُلُــــــــــوا تَمْرًا وسِمْسِمًا معًا[1] * واطلبوا عِلمًا تَحُوزا مَغْنَما
واسألوا اللهَ سَدادًا وهُدىٰ * وأَحسِنوا القولَ لِتَنجوا مِن رَدىٰ
طُوبىٰ لِقومٍ للعلومِ قد هُدُوا * فغَدَوا مُلوكًا نافِسُوهم تَسْعَدوا
واتَّبِعُوا العلمَ حثيثًا بالعملْ * ومعْهما الإخلاصُ غايةُ الأَملْ
ما خاب قومٌ لِلعلومِ شَمَّروا * بل أَحْرزوا نُورًا به قد أَبصروا
طريقَ رُشْدٍ بالفَلَاحِ قد وُسِمْ * مِن غيرِ شكٍّ فبِه فلْتَعْتَصِمْ
إنْ كنتَ ذا عقلٍ لبيبًا حازِمًا * فاصبِرْ ورابِطْ تُدْرِكِ المَكارما
يا حبَّذا العلمُ فأهلُه هُمُو * هُداةُ خيرٍ يا كرامُ فافْهَموا
في جَنَّةِ الخُلدِ مَقامُهُم وَرَدْ * بِحُسْنِهِ نصٌّ صحيحٌ مُعْتَمَدْ
وجانِبوا ناسًا أُصِيبوا بالكسلْ * فحُرِموا العلمَ وباؤوا بالفشلْ
في دارِنا الدُّنيا قليلٌ خَيرُهمْ * وهٰكذا فيها كثيرٌ شَرُّهمْ
لَا حبَّذا الجهلُ وساء الجاهلُ * وحبَّذا الفِقه فعَنْه فاسألوا
فالفقه في الدِّين سبيلُ السُّعدا * وعكسُه الجهلُ وُقِيتُم مِن ردىٰ
ومجلسَ العلمِ بحمدٍ تَمِّموا * لربِّنا الأعلىٰ تَعالىٰ الْمُنعِمُ
وبالصَّلاةِ والسَّلَامِ أَخْتِمُ * هٰذا القريضَ فاحْفَظُوه تَغْنَمُوا
على النَّبيِّ الهاشِميِّ أحْمَدا * مَن جاء بالدِّينِ وجاء بالهُدىٰ
وصَحْبِه الأمجادِ حُبُّهم وجَبْ * لِأنَّهمْ أهلُ الصَّلاحِ والرُّتَبْ
والتابعين المُحْسِنين النُّبَلَا * أهلِ الحديث والجهادِ الفُضَلَا
ما دامتِ الأرضُ ودامتِ السَّما * ودامتِ الدُّنيا أَلَا فلْيُعْلَما
13 / 2 / 1430
من كتاب "المنظومات الحِسان في العقائد والمناهج" (ص 210 و211، ط1، 1433ﻫ، دار الميراث النبوي)

اللهمَّ!  ارحم الشيخَ الناصحَ، مَن كان مِن أهل العلم هُداةِ الخير، واجعلْ جَنَّةَ الخلدِ مقامه مع النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحبِه الأمجاد، وتابعيهم أهلِ الحديث النبلا
آمين

الأحد 15 / جمادى الأولىٰ / 1435


[1] - كذا في الكتاب، ولعل الصواب: (وكلوا تمرًا معًا وسمسما)؛ أفادتنيه شقيقتي حَسَّانة جزاها اللهُ خيرًا.
وما ألطفَ هٰذا المطلع لِمِثل هٰذي الوصايا السامية! وكأن المراد:
ذا غذاءُ البدن، وذا غذاُء رُوحِها. وفيه حضٌّ على العلم عظيم.
أو: لا يمنعكم التنعّمُ بذاك العنايةَ بهٰذا!
أو: استعينوا لِلتَّقوّي علىٰ طلب العلم بهٰذا الغذاء سهل التناول!
وقد يكون غير ذٰلك، والله أعلم، رحم اللهُ العلَّامةَ الأديب.