تنبيهٌ يتعلّق بكلمة (الاحتفال) الواردة في مناظرةٍ للوالد الألباني رحمه الله

بسم الله الرحمٰن الرحيم
سألتني أختٌ فاضلةٌ هٰذا السؤالَ اليومَ (9 ربيع الأول 1433 ﻫ):
أُرسِلَتْ لي مناظرة الشيخ الألباني رحمة الله عليه وحفظ ذريته ومن ضمن الكلام الذي فيها ذكر الشيخ قضية الإحتفال المشروع  بدلا من الإحتفال الغير مشروع فقد أشكلت هذه اللفظة على الكثير فهل وردت لفظة الإحتفال المشروع في السنة أم كانت كلمة الشيخ في مجرد رد على كلام من أمامه فقط فخاطبهم بقولهم  وألفاظهم .
الرجاء الرد عاجلا للأهمية حفظنا الله وإياكم من كل فتنة

فكتبتُ في الجواب:
أوّلاً: صرّح الوالد رَحِمَهُ اللهُ في فتوى له أنّ كلمة (الاحتفال) "تعبيرٌ ليس إسلاميًّا"، قال هذا في حقِّ العِيدِ الْمَشروع، فما بالُك بالعيد المبتدَع!
تجدين الفتوى التي أعني على هٰذا الرابـــط


وأمامي فتوى مُفرَّغة للوالد رَحِمَهُ اللهُ، نَصُّها:
هل جاء في الشرع ما يمنع الاحتفال بالمولود؟
فأجاب:
"لم يأتِ في الإسلام الاحتفالُ بالمولود، سِوى ذبح العقيقة، وما سِوى ذٰلك فيدخل في المواسم والأعياد، والمواسم والأعياد محدَّدة في الشرع، وما جرى عملُ السَّلَف الصالح على الاحتفال بغير الأعيادِ الإسلاميّةِ المعروفة: الأضحى، والفطر. ولفظُ (الاحتفال) مِن المصطلحات العصريّة التي لم نقرأها في كُتُبِ السَّلَف، وأخشى أن تحمل في طيّاتها مَعاني غير شرعية، لذلك؛ ينبغي الابتعاد عن مثل هٰذه المصطلحات"  اﻫ.

ثانيًا: إنما استعملها الوالدُ رَحِمَهُ اللهُ في بابِ المناظرةِ والنَّقْض، لا في باب التقريرِ والتأسيس، وهذا واردٌ عن بعض العلماء، يستعملون في المناظرات والردود مصطلحاتٍ لم ترد عن السلف ولكنْ على سبيل مُحاجّة الخصم، وواردٌ أيضًا في سياق ردّ دلالةِ مَن استدلَّ بحديث ضعيف، فيقال: على فرض صحة الحديث؛ فمعناه كذا، فلا دلالة فيه على المسألة بل....-مثلاً-.
فالأمرُ كما ذكرتِ آخِرًا -أختي الكريمة!- وهو أنه قال ذلك على سبيلِ المقابَلةِ والمُشاكَلةِ لِما يَذْكُره هٰؤلاء، أي: إنْ كان ثمةَ احتفالٌ بمولده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ، وعلى فرض صحّة التعبير بذلك؛ فليس هو ما تَفعلون، بل كذا كذا، مما سمعتِه أو قرأتِه مِن كلامِه رَحِمَهُ اللهُ.
والله أعلم.
~~~~~*~~~~~