{وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} مَعْنَىٰ (لا إِلٰهَ إلا اللهُ) -مِن "حاشية ثلاثة الأصول"-


نصّ السّؤال (رسالة الجوّال)

51 – ما هو معنىٰ (لا إِلٰهَ إلا اللهُ) استدلالاً بالآية (23) مِن سورة الإسراء؟
وما المعنى الذي تَرجِعُ إليه تفاسيرُ (لا إلٰهَ إلا الله)؟

البيان

قال الشيخُ عبدُ الرحمٰن بن محمد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
"وَبَيَّن تَعَالَىٰ مَعْنَىٰ (لا إِلٰهَ إلا اللهُ) فِي آياتٍ كَثِيرَةٍ مِن كِتَابِهِ، يَتَعَذَّرُ حَصْرُهَا، كَقَوْلِهِ:
{وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (الإسراء: مِن الآية 23).
~ وَفِي {أَلَّا تَعْبُدُوا} مَا فِي مَعْنَىٰ (لا إِلٰهَ).
~ وقَولُهُ {إِلَّا إِيَّاهُ} هُوَ الإثْبَاتُ الَّذِي أَثْبَتَتْهُ (لا إِلٰهَ إلا اللهُ)، إِذْ لا يُعَبَّرُ عَنِ الشَّيْءِ إِلا بِمَعْنَاهُ.
فَبِهٰذا وَنَحْوِهِ تَعْرِفُ أَنَّ مَعْنَىٰ (لا إِلٰهَ إلا اللهُ):
النَّفْيُ وَالإثْبَاتُ.
وَالْوَلاءُ وَالْبَرَاءُ.
وَالتَّجْرِيْدُ وَالتَّفْرِيْدُ.
وَهٰذِهِ التَّفَاسِيرُ وَنَحْوُهَا تَرَجِعُ إِلَىٰ مَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ:
تَجْرِيدُ غَيْرِ اللَّهِ عَنِ الأُلُوْهِيَّةِ، وَتَفْرِيْدُهَا لِلّهِ وَحْدَهُ دُونَ كُلِّ مَنْ سِوَاهُ، وَالْبَراءَةُ مِنْ تَأَلُّهِ غَيْرِ اللَّهِ بِالْكُلِّيَّةِ.
وَمَنِ اعْتَقَدَ أَنَّهُ بِمُجَرَّدِ تَلَفُّظِهِ بِالشَّهَادَةِ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلا يَدْخُلُ النَّارَ؛ فَهُوَ ضَالٌّ مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الأُمَّةِ" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص73.