الموفَّق للأسوة الحسنة

نص الرسالة:
مَن الموفَّق للأسوةِ الحسنة؟ وعلى مَن تَسهُل؟
ت السعدي
الأحزاب: 21
و
الممتحنة: 6

~~~~~~~~~~~~~~~
التوضيح:
آية سورة الأحزاب:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا}
قال فيها العلامة السعدي رحمه الله :
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } حيث حضر الهيجاء بنفسه الكريمة، وباشر موقف الحرب، وهو الشريف الكامل، والبطل الباسل، فكيف تشحّون بأنفسكم عن أمر جاد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بنفسِه فيه؟!
فَتأَسَّوْا به في هذا الأمر وغيره.
واستدل الأصوليون في هذه الآية على الاحتجاج بأفعال الرسول صلى اللّه عليه وسلم، وأن الأصل: أن أمته أسوته في الأحكام، إلا ما دل الدليل الشرعي على الاختصاص به.
فالأسوة نوعان: أسوة حسنة، وأسوة سيئة.
فالأسوة الحسنة: في الرسول صلى اللّه عليه وسلم، فإن المتأسِّي به سالك الطريق الموصل إلى كرامة اللّه، وهو الصراط المستقيم.
وأما الأسوة بغيره إذا خالفه؛ فهو الأسوة السيئة، كقول الكفار حين دعتهم الرسل للتأسِّي [بهم]: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}.
وهذه الأسوة الحسنة إنما يسلكها ويوفَّق لها: مَن {كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ}؛ فإن ما معه مِن:
الإيمان
وخوف اللّه
ورجاء ثوابه
وخوف عقابه
يحثه على التأسي بالرسول صلى اللّه عليه وسلم". ا.هـ "تيسير الكريم الرحمن" ص661
وآية سورة الممتحنة :
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}
قال العلامة السعدي رحمه الله:
"ثم كرر الحث [لهم] على الاقتداء بهم، فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، وليس كل أحد تسهل عليه هذه الأسوة، وإنما تسهل على مَن {كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ}؛ فإن الإيمان واحتساب الأجر والثواب:
يُسهّل على العبد كلَّ عسير
ويُقلّل لديه كلَّ كثير
ويوجب له الإكثارَ مِن الاقتداءِ بعباد الله الصالحين، والأنبياء والمرسلين
فإنه يرى نفسَه مفتقرًا ومضطرًا إلى ذلك غاية الاضطرار". ا.هـ "تيسير الكريم الرحمن" ص 856