أركانُ الإيمانِ ومَعْنَى الإيمانِ بِاللهِ - مِن "حاشية ثلاثة الأصول" -


نصّ السّؤال (رسالة الجوّال)

61- كم رُكْنًا لِلإيْمَانِ؟
وَمَا هِيَ؟
وما مَعْنَى الإيمانِ بِاللهِ؟

البيان
قال الإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ في بيانِ مرتبةِ (الإيمان):
(وَأَرْكَانُهُ سِتَّةٌ *:
1° أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ **.
2° وَمَلائِكَتِهِ.
3° وَكُتُبِهِ.
4° وَرُسُلِهِ.
5° وَالْيَوْمِ الآخِرِ.
6° وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ).
قال الشيخُ عبدُ الرَّحمٰن بن محمَّد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
"* أََيْ: أَصُولُ الإيمانِ الَّتِي تَرَكَّبَ مِنْهَا، وَالَّتِي يَزُولُ بِزَوالِهَا: سِتَّةُ أَرْكَانٍ، وَيَكُونُ بِزَوالِ الْوَاحِدِ مِنْ تِلْكَ السِّتَّةِ كَافَرًا كُفْرًا يُخْرِجُ مِنَ الْمِلَّةِ، وَمَا عَدَاهَا لا يَزُولُ بِزَوَالِهِ، لٰكِنَّ مِنْهَا مَا يَزُولُ بِزَوالِهِ كَمَالُ الإِيمَانِ الْوَاجِبِ، وَمِنْهَا مَا يَزُولُ بِزَوالِهِ كَمَالُ الإِيمَانِ الْمَنْدُوبِ.
** هٰذَا أَعْظَمُ أَرْكَانِ الإيْمَانِ، وَهُوَ أَصْلُ الأُصُولِ، وَمَعْنَاهُ:
الإيمانُ بِوَحْدَانِيَّةٍ اللَّهِ تَعَالَىٰ، وَتَفَرُّدِهِ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، والإيمانُ بِأَنَّهُ الإلٰهُ الْحَقُّ، وَأَنَّ مَنْ عُبِدُ مِنْ دُوْنِهِ فَعِبَادَتُهُ أَبْطَلُ الْبَاطِلِ، وَأَضَلُّ الضَّلالِ" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص 84.
فائدة
الإيمانُ باللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ- يتضمَّن أربعةَ أشياء
1. الإيمان بِوُجودِه
2. الإيمان بانفِرادِه بالرُّبُوبيّة
3. الإيمان بانفِرادِه بالأُلُوهيّة
4. الإيمان بأسمائه وصفاتِه

قال الإمام العثيمين رَحِمَهُ اللهُ:
"الإيمانُ بالله يتضمَّن أربعةَ أشياء:
الأول: الإيمان بِوُجُودِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ. فمَن أنكرَ الله تَعَالَىٰ؛ فليس بمؤمن، ومع ذٰلك لا يمكن أن يوجَد أحدٌ يُنكِر وجودَ الله -تَعَالَىٰ- بقرارة نفْسِه، حتىٰ فرعون الذي قال لِموسىٰ: ما ربُّ العالمين؟ كان مُقِرًّا بالله، قال له موسىٰ: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَـٰؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَٰوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ} (الإسراء: من الآية 102) لٰكنّه جاحد، كما قال الله تَعَالَىٰ: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} (النَّمل: من الآية 14).
الثاني: الإيمان بانفِرادِه بالرُّبوبيّة، أي تؤمن بأنه وَحْدَه الرّبُّ، وأنه مُنفردٌ بالرُّبوبيّة، والرّبُّ هو الخالِقُ المالِك المدبِّر.
فمَنِ الذي خَلَقَ السماواتِ والأرضَ؟ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.
ومَنِ الذي خَلَقَ البَشَرَ؟ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.
ومَن يَمْلِك تدبيرَ السماواتِ والأرضِ؟ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.
الثالث: الإيمان بانفرادِه بالألوهيّة، وأنه وَحْدَه الذي لا إلٰه إلا هو، لا شريكَ له، فمَنِ ادَّعىٰ أنّ مع اللهِ إلٰهًا يُعبَد؛ فإنه لم يؤمنْ بالله، فلابد أن تؤمن بانفراده بالأُلوهيّة، وإلا فما آمنتَ به.
الرابع: أن تؤمن بالأسماء والصفات على الوجهِ اللائق به، مِن غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، فمَن حَرَّف آياتِ الصفات أو أحاديثَ الصفات؛ فإنه لم يُحَقِّقِ الإيمانَ بالله" اﻫ مِن "شرح الأربعين النووية" لفضيلة الشيخ العثيمين (ص 43 و44، ط 3، 1425ﻫ، دار الثريا). 
الجمعة 12 ربيع الآخر 1434