دَوائرُ مَراتبِ الدِّين -مِن "حاشية ثلاثة الأصول"-


نصّ السّؤال (رسالة الجوّال)

68- قَارِنِي بَيْنَ مَرَاتِبِ الدِّينِ مِن جِهَةِ نَفْسِها وَمِنْ جِهَةِ أَصْحَابِها.
واسْتَفِيْدِي مِنَ التَّمْثِيلِ بِالدَّوَائِرِ فِي ضَبْطِ ذٰلك.

البيان
قال الإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ:
(الْمَرْتَبَةُ الثَّالِثَةُ: الإِحْسَانُ).
قال الشيخُ عبدُ الرَّحمٰن بن محمَّد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
"فالإِحْسَانُ أَعْلَى الْمَرَاتِبِ وَأَعَمُّهَا مِنْ جِهَةِ نَفْسِهَا، وَأَخَصُّهَا مِنْ جِهَةِ أَصْحَابِهَا، كَمَا أَنَّ الإيْمَانَ أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ، وَأَخَصُّ مِنْ جِهَةِ أَصْحَابِهِ, وَلِهٰذَا يُقَالُ: كُلُّ مُحْسِنٍ مُؤْمِنٌ مُسْلِمٌ، وَلَيْسَ كُلُّ مُسْلِمٍ مُؤْمِنًا مُحْسِنًا.
وَكُلَّمَا أُطِلْقَ الإحْسَانُ فَإِنَّهُ يَدْخُلُ فِيهِ الإيْمَانُ وَالإِسْلامُ؛ فَإِنَّ الإسْلامَ والإيْمَانَ وَالإِحْسَانَ دَوَائِرُ:
أَوْسَعُهَا: دَائِرَةُ الإِسْلامِ.
ثُمَّ يَلِيهَا فِي السَّعَةِ: الإيْمَانُ.
ثُمَّ أَضْيَقُهَا: الإِحْسَانُ.
كَدَوَائِرَ كُلُّ واحِدَةٍ مِنْهَا مُحِيطَةٌ بِالأُخْرَىٰ.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَنْ كَانَ فِي دَائِرَةِ الإِحْسَانِ؛ فَهُوَ دَاخِلٌ فِي الإسْلامِ وَالإِيْمَانِ.
وَإذا خَرَجَ عَنِ الأُوْلَىٰ؛ فَهُوَ دَاخِلٌ فِي الثَّانِيَةِ، وَهِي دَائِرَةُ الإِيْمَانِ.
وَإذا خَرَجَ عَنْهَا؛ فَهُوَ دَاخِلٌ فِي الثَّالِثَةِ، وَهِي دَائِرَةُ الإِسْلامِ.
وَمَنْ خَرَجَ عَنْ هٰذِهِ الدَّوَائِرِ الثَّلاثِ؛ فَهُوَ خَارِجٌ إِلَىٰ غَضَبِ اللَّهِ وَعِقَابِهِ، وَدَاخِلٌ فِي دَوَائِرِ الشَّيْطَانِ، وَالْعِيَاذُ بِاللهِ.
فَظَهَرَ بِالتَّمْثِيلِ بِهٰذِهِ الدَّوَائِرِ صِحَّةُ قَوْلِ مَنْ قَالَ:
كُلُّ مُحْسِنٍ مُؤْمِنٌ مُسْلِمٌ، وَلَيْسَ كُلَّ مُسْلِمٍ مُؤْمِنًا مُحْسِنًا.
فَلا يَلْزَمُ مِنْ دُخُولِهُ فِي الإسْلامِ أَنْ يَكُونَ دَاخَلاً فِي الإحْسَانِ وَالإيْمَانِ.
وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِي الإحْسَانِ وَالإيْمَانِ أَنْ يَكُونَ كَافَرًا، بَلْ يَكُونَ مُسْلِمًا وَمَعَهُ مِنَ الإيْمَانِ مَا يُصَحِّحُ إِسْلامَهُ، لٰكِنْ لا يَكُونُ مُؤْمِنًا الإِيمَانَ الْكَامِلَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُثْنَىٰ عَلَيْهِ بِهِ؛ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مُؤْمِنًا الإِيمَانَ الْكَامِلَ؛ لَمَنَعَهُ مِنَ الْمَعَاصِي وَالْمُحَرَّمَاتِ.
وَقَيَّلَ لِلْنَبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْطَيْتَهُمْ وَتَرَكْتَ فُلانًا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، فَقَالَ: «أَوْ مُسْلِمٌ»[1].
وَقَالَ: «لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ» الْحَديثَ[2].
وَقَالَ: «وَاللهِ! لا يُؤْمِنُ مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بوائقُهُ»[3].
فَالنُّصُوصُ مَا نَفَتْ عَنْهُمُ الإسْلامَ، بَلْ أَثْبَتَتْ لَهُمْ أَحْكَامَ الإِسْلامِ؛ مِنْ عِصْمَةِ الدَّمِ، وَإذا مَاتُوا؛ غُسِّلُوا وَكُفِّنُوا وَصُلِّيَ عَلَيهِمْ.
فَأَهْلُ الإحْسَانِ هُمْ خَوَاصُّ أَهْلِ الإِيمَانِ، كَمَا أَنّ أَهْلَ الإِيمَانِ هُمْ خَوَاصُّ أَهْلِ الإِسْلامِ، فَإِنَّ أَهْلَ الإحْسَانِ كَمَّلُوا عِبَادَةَ اللهِ حَتَّىٰ وَصَلُوا إِلَىٰ حَدِّ الْمُرَاقَبَةِ" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص 89 و90.
~~~~ فائدة~~~~
شكلٌ تقريبيٌّ لِدوائرِ مَراتبِ الدِّين:

ولم أعثر علىٰ تخطيطٍ (رسْمٍ) لِهٰذه الدوائر في كتابٍ مِن كُتب أهل العلم إلّا في تعليقاتِ فضيلة العلامة النجمي -رَحِمَهُ اللهُ- علىٰ "ثلاثة الأصول" (ص 78 مِن مجموع تعليقاته على المتون العقديّة)، أمّا منصوصٌ عليها كتابةً دون رسْمٍ؛ فكثيرٌ، منه كلام الشيخ ابن قاسم أعلاه، وسأذكر لغيره شيئًا مِن ذٰلك بَعْدُ إن شاء اللهُ.
ولعلّ أصلَ رسْمِ هٰذه الدوائر ما روي عن أبي جعفر الباقر وغيره رَحِمَهُمُ اللهُ:
قال الحافظ إسحاق بن راهويه -كما في "مسنده" (418)-:
أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ فَضْلِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ» ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ:
"هٰذَا الإِسْلامُ"، وَدَوَّرَ دَارَةً كَبيرَةً، وَقَالَ: "هٰذَا الإِيمَانُ"، وَدَوَّرَ دَارَةً صَغِيرَةً فِي وَسَطِ الْكَبِيرَةِ؛ قَالَ: "وَالإِيمَانُ مَقْصُورٌ فِي الإِسْلامِ، فَإِذَا زَنَىٰ أَوْ سَرَقَ؛ خَرَجَ مِنَ الإِيمَانِ إِلَى الإِسْلامِ، وَلا يُخْرِجُهُ مِنَ الإِسْلامِ إِلا الْكُفْرُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ"[4].
كما روي عن حمَّاد بن زيد؛ قال الحافظ ابن رجب رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ:
"وقد ذهب طائفةٌ إلىٰ أنّ الإسلامَ عامٌّ والإيمانَ خاصٌّ، فمَنِ ارتكب الكبائرَ؛ خَرَجَ مِن دائرةِ الإيمانِ الخاصةِ إلىٰ دائرةِ الإسلامِ العامّة.
هٰذا مَرْوِيٌّ عن أبي جَعفر محمدِ بنِ عليّ، وضَعَّفَه ابنُ نصرٍ المرْوَزِيُّ[5] مِن جهةِ راويهِ عنه وهو فُضيل بنُ يَسَار، وطَعَن فيه. ورُوِيَ عن حَمَّادِ بنِ زيدٍ نحوُ هٰذا أيضًا" اﻫ من "فتح الباري" للحافظ ابن رجب (1/ 128، ط1، 1417ﻫ، مكتبة الغرباء الأثرية).
جاء في "السُّنَّة" (725) لابن الإمام أحمد رَحِمَهُما اللهُ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الأَسَدِيُّ لُوَيْنٌ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ فَضْلِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ:
"الإِيمَانُ مَقْصُورٌ فِي الإِسْلامِ"، ثُمَّ خَطَّ هٰكَذَا حَدًّا، أَرَانَا حَمَّادٌ دَوْرَ دَائِرَةٍ، وَقَالَ: هٰكَذَا الإِسْلامُ، ثُمَّ دَوَّرَ دَائِرَةً صَغِيرَةً، فَقَالَ: "هٰذَا الإِيمَانُ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ «لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُو مُؤْمِنٌ»، فَإِذَا زَنَىٰ خَرَجَ مِنَ الإِيمَانِ إِلَى الإِسْلامِ".
كما ورد عن الحافظ المؤمَّل بن إهاب؛ ففي "جزئه" (115):
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: سُئِلَ الْمُؤَمَّلُ -وَأَنَا أَسْمَعُ- عَنِ الإِيمَانِ وَالإِسْلامِ؛ أَوَاحَدٌ هُوَ؟ فَقَالَ:
"الإِسْلامُ أَعْلَىٰ مِنَ الإِيمَانِ"، وَأَدَارَ دَائِرَةً كَبِيرَةً وَأُخْرَىٰ فِي وَسَطِهَا أَصْغَرَ مِنْهَا، فَقَالَ:
"هٰذَا الإِيمَانُ فِي الإِسْلامِ، وَإِذَا عَمِلَ الْعَبْدُ بِالإِيمَانِ؛ فَهُوَ فِي هٰذِهِ، وَإِذَا عَمِلَ بِالْمَعَاصِي؛ خَرَجَ مِنْ هٰذِهِ إِلَىٰ هَذِهِ".

أمّا ذِكرُ هٰذه الدوائر في كلامِ أهل العلم فاخترتُ منه:
قولَ الإمام ابن القيم -رَحِمَهُ اللهُ- ضمن بيانِه عقوباتِ المعاصي:
"وَمِنْ عُقُوبَاتِهَا: أَنَّهَا تُخْرِجُ الْعَبْدَ مِنْ دَائِرَةِ الإِحْسَانِ، وَتَمْنَعُهُ ثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ؛ فَإِنَّ الإِحْسَانَ إِذَا بَاشَرَ الْقَلْبَ مَنَعَهُ مِنَ الْمَعَاصِي؛ فَإِنَّ مَنْ عَبَدَ اللَّهَ كَأَنَّهُ يَرَاهُ؛ لَمْ يَكُنْ ذٰلِكَ إِلَّا لِاسْتِيلاءِ ذِكْرِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَخَوْفِهِ وَرَجَائِهِ عَلَىٰ قَلْبِهِ، بِحَيْثُ يَصِيرُ كَأَنَّهُ يُشَاهِدُهُ، وَذٰلِكَ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِرَادَةِ الْمَعْصِيَةِ، فَضْلًا عَنْ مُوَاقَعَتِهَا.
فَإِذَا خَرَجَ مِنْ دَائِرَةِ الإِحْسَانِ؛ فَاتَهُ صُحْبَةُ [رُفْقَتِهِ] الْخَاصَّةِ، وَعَيْشُهُمُ الْهَنِيءُ، وَنَعِيمُهُمُ التَّامُّ.
فَإِنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا؛ أَقَرَّهُ فِي دَائِرَةِ عُمُومِ الْمُؤْمِنِينَ.
فَإِنْ عَصَاهُ بِالْمَعَاصِي الَّتِي تُخْرِجُهُ مِنْ دَائِرَةِ الإِيمَانِ -كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ إِلَيْهِ فِيهَا النَّاسُ أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ. فَإِيَّاكُمْ إِيَّاكُمْ! وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ!»[6]-؛ خَرَجَ مِن دَائِرَةِ الإيمان، وَفَاتَهُ رُفْقَةُ الْمُؤْمِنِينَ، وَحُسْنُ دِفَاعِ اللَّهِ عَنْهُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا، وَفَاتَهُ كُلُّ خَيْرٍ رَتَّبَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ عَلَى الإِيمَانِ، وَهُوَ نَحْوُ مِائَةِ خَصْلَةٍ، كُلُّ خَصْلَةٍ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا!" اﻫ المراد مِن "الداء والدواء" (ص 174 و175، ط المجمع).
وقولَ فضيلة الشيخ صالح الفوزان حَفِظَهُ اللهُ:
"فالدِّيْنُ دوائر:
الدائرة الأُولىٰ: الإسلام، وهي واسعة حتىٰ إنه يَدخل فيها المنافقُ، ويقال له: مسلم، ويُعامَل معاملةَ المسلمين؛ لأنه استسْلَمَ في الظاهر، فهو داخلٌ في دائرةِ الإسلامِ، ويَدْخُل فيها ضعيفُ الإيمانِ الذي ليس معه مِن الإيمان إلا مِثقالُ حَبَّةِ خَرْدَل.
الدائرة الثانية: وهي أضْيَقُ مِن الأُولىٰ وأَخَصُّ؛ دائرةُ الإيمان، وهٰذه لا يَدخل فيها المنافقُ النفاقَ الاعتقاديَّ أبدًا، وإنما يَدخل فيها أهلُ الإيمان، وهُمْ علىٰ قِسمَين: إيمان كامل، وإيمان ناقص، فيدخل فيها مؤمنٌ فاسقٌ، أو مؤمنٌ تَقِيٌّ.
الدائرة الثالثة: وهي أضْيَقُ مِن الثانية؛ دائرةُ الإحسان، وهي كما بيَّنها النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يَدْخُلُ فيها إلا أهْلُ الإيمانِ الكامِل" اﻫ مِن "شرح الأصول الثلاثة" (ص 174، ط دار الإمام أحمد).

الجمعة 17 رمضان 1434 هـ


[1] - متَّفقٌّ عليه مِن حديث سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَىٰ رَهْطًا وَسَعْدٌ جَالِسٌ، فَتَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا هُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ؟ فَوَاللهِ! إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا، فَقَالَ: «أَوْ مُسْلِمًا»، فَسَكَتُّ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ، فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي فَقُلْتُ: مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ؟ فَوَاللهِ! إِنِّي لأَرَاهُ مُؤمِنًا. فَقَالَ: «أَوْ مُسْلِمًا»، فَسَكَتُّ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ، فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي، وَعَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «يَا سَعْدُ! إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ، وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ؛ خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللهُ فِي النَّارِ». "اللؤلؤ والمرجان" (91).
[2] - متَّفقٌّ عليه مِن حديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ وهو بهٰذا التوالي في "صحيح مسلم" (57).
[3] - عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَاللَّهِ! لا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ! لا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ! لا يُؤْمِنُ» قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ»؛ "صحيح البخاري" (6016).
[4] - ورواه البزار "كشف" (117) وغيرُه. وفي بعض المصادر (فُضَيل) مصغَّرًا. قال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد": "رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَفِيهِ الْفَضْلُ بْنُ يَسَارٍ؛ ضَعَّفَهُ الْعُقَيْلِيُّ" اﻫ من "بغية الرائد" (1/ 289، 1414ﻫ، دار الفكر).
[5] - قال رَحِمَهُ اللهُ: "وَأَمَّا مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّهُ دَوَّرَ دَوَّارَةً وَأُخْرَىٰ فِي وَسَطِهَا صَغِيرَةً؛ فَإِنَّ فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ -الرَّاوِي لِهٰذَا الْحَدِيثِ- كَانَ رَافِضِيًّا كَذَّابًا، لَيْسَ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِهِ وَلا مِمَّنْ يُعْتَمَدُ بِحَدِيثِهِ، وَلا نَعْلَمُهُ رُوِيَ عَنْهُ حَدِيثٌ غَيْرُ هٰذَا" اﻫ مِن "تعظيم قدر الصلاة" (575، ط 1، 1406ﻫ، مكتبة الدار - المدينة النبوية).
[6] - ينظر "مختصر صحيح الإمام البخاري" للوالد رَحِمَهُ اللهُ (2/ 158/ 1135). وزيادة (فَإِيَّاكُمْ إِيَّاكُمْ) في "صحيح مسلم" (57).