تابع 4 / التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام

**[الدعوة إلى العقيدة الصحيحة تحتاج إلى بذل جهد عظيم ومستمر]
فإذاً ، فالدعوة إلى التوحيد وتثبيتها في قلوب الناس تقتضي منا ألا نمر بالآيات دون تفصيل، كما في العهد الأول؛ لأنهم - أولاً - كانوا يفهمون العبارات العربية بيسر ، -وثانياً- لأنه لم يكن هناك انحراف وزيغ في العقيدة نبع من الفلسفة وعلم الكلام، فقام ما يعارض العقيدة السليمة، فأوضاعنا اليوم تختلف تماماً عما كان عليه المسلمون الأوائل ، فلا يجوز أن نتوهم بأن الدعوة إلى العقيدة الصحيحة هي اليوم من اليسر كما كان الحال في العهد الأول، وأقرب هذا في مثل لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان - إن شاء الله تعالى- :
من اليُسر المعروف حينئذ أن الصحابي يسمع الحديث مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة، ثم التابعي يسمع الحديث مِن الصحابي مباشرة ... وهكذا نقف عند القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية ، ونسأل :
هل كان هناك شيء اسمه علم الحديث ؟
الجواب : لا .
وهل كان هناك شيء اسمه علم الجرح والتعديل ؟
الجواب : لا .
أما الآن فهذان العِلمان لا بد منهما لطالب العلم ، وهما من فروض الكفاية ؛ وذلك لكي يتمكن العالم اليوم من معرفة الحديث إن كان صحيحاً أو ضعيفاً ، فالأمر لم يعد ميسّراً سهلاً كما كان ذلك ميسراً للصحابي؛ لأن الصحابي كان يتلقى الحديث مِن الصحابة الذين زُكُّوا بشهادةِ الله عز وجل لهم ....إلخ .
فما كان يومئذ ميسوراً ليس ميسوراً اليوم؛ مِن حيث صفاء العلم وثقة مصادر التلقي ، لهذا لا بد مِن ملاحظة هذا الأمر والاهتمام به كما ينبغي مما يتناسب مع المشاكل المحيطة بنا اليوم -بصفتنا مسلمين- ، والتي لم تحط بالمسلمين الأولين؛ مِن حيث التلوث العقدي الذي سبَّب إشكالات وأوجد شبهات مِن أهل البدع المنحرفين عن العقيدة الصحيحة ومنهج الحق تحت مسميات كثيرة ، ومنها: الدعوة إلى الكتاب والسُّنة فقط ! كما يزعم ذلك ويدعيه المنتسبون إلى علم الكلام .
ويحسن بنا هنا أن نذكر بعض ما جاء في الأحاديث الصحيحة في ذلك، ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذَكَرَ الغرباء في بعض تلك الأحاديث ، قال : ((للواحد منهم خمسون مِن الأجر)).
قالوا : منا يا رسول الله، أو منهم ؟
قال: ((منكم))
[1] .
وهذا من نتائج الغربة الشديدة للإسلام اليوم، التي لم تكن في الزمن الأول ، ولا شك أن غربة الزمن الأول كانت بين شركٍ صريحٍ وتوحيدٍ خالٍ مِن كلِّ شائبة، بين كفرٍ بواحٍ وإيمانٍ صادقٍ، أما الآن فالمشكلة بين المسلمين أنفسهم، فأكثرهم توحيدُه مليء بالشوائب، ويوجه العبادات إلى غير الله ويدعي الإيمان! هذه القضية ينبغي الانتباه لها أولاً، وثانياً : لا ينبغي أن يقول بعض الناس : إننا لا بد لنا مِن الانتقال إلى مرحلة أخرى غير مرحلة التوحيد وهي العمل السياسي !!
لأن الإسلام دعوته دعوة حقٍّ أولاً ، فلا ينبغي أن نقول : نحن عرب، والقرآن نزل بلغتنا، مع تذكيرنا أن العرب اليوم عكس الأعاجم الذين استعربوا؛ بسبب بعدهم عن لغتهم ، وهذا ما أبعدهم عن كتاب ربهم وسنّة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
فهب أننا نحن العرب قد فهمنا الإسلام فهماً صحيحاً، فليس مِن الواجب علينا بأن نعمل عملاً سياسياً، ونحرك الناس تحريكاً سياسياً، ونشغلهم بالسياسة عما يجب عليهم الاشتغال به ، في فهم الإسلام؛ في العقيدة ، والعبادة ، والمعاملة والسلوك .
فأنا لا أعتقد أن هناك شعباً يعد بالملايين قد فهم الإسلام فهماً صحيحاً، أعني : العقيدة ، والعبادة ، والسلوك، ورُبِّيَ عليها.

**[أساس التغيير هو منهج التصفية والتربية]


ولذلك نحن ندندن أبداً، ونركز دائماً حول النقطتين الأساسيتين اللتين هما قاعدة التغيير الحق ، وهما :
التصفية والتربية
فلا بد مِن الأمرين معاً ؛ التصفية والتربية، فإن كان هناك نوع مِن التصفية في بلد فهو في العقيدة ، وهذا بحد ذاته يعتبر عملاً كبيراً وعظيماً أن يحدث في جزء من المجتمع الإسلامي الكبير- أعني : شعباً من الشعوب - ، أما العبادة فتحتاج إلى أن تتخلص من المذهبية الضيقة ، والعمل على الرجوع إلى السنة الصحيحة ، فقد يكون هناك علماء أجلاء فهموا الإسلام فهماً صحيحاً من كل الجوانب ، لكني لا أعتقد أن فرداً أو اثنين ، أو ثلاثة ، أو عشرة ، أو عشرين يمكنهم أن يقوموا بواجب التصفية؛ تصفية الإسلام مِن كل ما دخل فيه، سواء في العقيدة ، أو العبادة ، أو السلوك ، إنه لا يستطيع أن ينهض بهذا الواجب أفراد قليلون يقومون بتصفية ما علق به من كل دخيل، ويربوا مَن حولهم تربية صحيحة سليمة ، فالتصفية والتربية الآن مفقودتان .
ولذلك سيكون للتحرك السياسي في أي مجتمع إسلامي لا يحكم بالشرع آثار سيئة قبل تحقيق هاتين القضيتين الهامتين ، أما النصيحة فهي تحلّ محلّ التحرك السياسي في أيِّ بلد يحكم بالشرع مِن خلالِ المشورة، أو مِن خلال إبدائها بالتي هي أحسن بالضوابط الشرعية، بعيداً عن لغة الإلزام، أو التشهير، فالبلاغ يقيم الحجة ويبرئ الذمَّة.
ومِن النصح أيضاً أن نشغل الناس فيما ينفعهم؛ بتصحيح العقيدة ، والعبادة ،و السلوك ، والمعاملات .
وقد يظن بعضهم أننا نريد تحقيق التربية والتصفية في المجتمع الإسلامي كله! هذا ما لا نفكر فيه، ولا نحلم به في المنام ؛ لأن هذا تحقيقه مستحيل ؛ ولأن الله عز وجل يقول في القرأن الكريم: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} (هود: 118)، وهؤلاء لا يتحقق فيهم قول ربنا تعالى هذا، إلا إذا فهموا الإسلام فهماً صحيحاً، وربُّوا أنقسَهم وأهليهم ومَن كان حولهم على هذا الإسلام الصحيح .

[** مَن يشتغل بالعمل السياسي، ومتى؟]
فالاشتغال الآن بالعمل السياسي مشغلة ! مع أننا لا ننكره إلا أننا نؤمن بالتسلسل الشرعي المنطقي في آن واحد ، نبدأ بالعقيدة ، ونثني بالعبادة ثم بالسلوك ؛ تصحيحاً وتربية ثم لا بد أن يأتي يوم ندخل فيه في مرحلة السياسة بمفهومها الشرعي ؛ لأن السياسة معناها : إدارة شؤون الأمة ، مَن الذي يدير شؤون الأمة ؟ الجواب: ليس زيداً ، ولا بكراً ، ولا عمراً ؛ ممن يؤسس حزباً، أو يترأس حركةً ، أو يوجه جماعة !! هذا الأمر خاص بولي الأمر ؛ الذي يبايع من قِبل المسلمين ، هذا هو الذي يجب عليه معرفة سياسة الواقع وإدارته ، فإذا كان المسلمون غير متحدين - كحالنا اليوم - فيتولى ذلك كل وليّ أمر حسب حدود سلطاته ، أما أن نشغل أنفسنا في أمورٍ لو افترضنا أننا عرفناها حق المعرفة فلا تنفعنا معرفتنا هذه ؛ لأننا لا نتمكن مِن إدارتها ، ولأننا لا نملك القرار لإدارة الأمة ، وهذا وحده عبث لا طائل تحته ، ولنضرب مثلاً الحروب القائمة ضد المسلمين في كثير من بلاد الإسلام، هل يفيد أ ن نشعل حماسة المسلمين تجاهها ونحن لا نملك الجهاد الواجب إدارته مِن إمامٍ مسؤول عُقدت له البيعة ؟! . لا فائدة من هذا العمل ، ولا نقول : إنه ليس بواجب، ولكننا نقول : إنه أمر سابق لأوانه.
ولذلك فعلينا أن نشغل أنفسنا وأن نشغل غيرنا ممن ندعوهم إلى دعوتنا ؛ بتفهيمهم الإسلام الصحيح ، وتربيتهم تربية صحيحة، أما أن نشغلهم بأمور حماسية وعاطفية ، فذلك مما سيصرفهم عن التمكن في فهم الدعوة التي يجب أن يقوم بها كلُّ مكلفٍ مِن المسلمين ؛ كتصحيح العقيدة، وتصحيح العبادة ، وتصحيح السلوك، وهي مِن الفروض العينية التي لا يُعذر المقصر فيها ، وأما الأمور الأخرى فبعضها يكون مِن الأمور الكفائية ، كمثل ما يسمى اليوم بـ (فقه الواقع )، والاشتغال بالعمل السياسي الذي هو مِن مسئولية مَن لهم الحل والعقد؛ الذي بإمكانهم أن يستفيدوا من ذلك عملياً ، أما أن يعرفه بعض الأفراد الذين ليس بأيديهم حل ولا عقد ويشغلوا جمهور الناس بالمهم عن الأهم ، فذلك مما صرفهم عن المعرفة الصحيحة !
وهذا ما نلمسه لمس اليد في كثير من مناهج الأحزاب والجماعات الإسلامية اليوم ، حيث نعرف أن بعضهم انصرف عن تعليم الشباب المسلم المتكتل والملتف حول هؤلاء الدعاة؛ من أجل أن يتعلم، ويفهم العقيدة الصحيحة ، والعبادة الصحيحة ، والسلوك الصحيح ، وإذا ببعض هؤلاء الدعاة ينشغلون بالعمل السياسي، ومحاولة الدخول في البرلمانات التي تحكم بغير ما أنزل الله ! فصرفهم هذا عن الأهم، واشتغلوا بما ليس مهمًا في هذه الظروف القائمة الآن .
أما ما جاء في السؤال عن كيفية براءة ذمة المسلم، أو مساهمته في تغيير هذا الواقع الأليم ؛ فنقول : كلّ مِن المسلمين بحسبه ، العالم منهم يجب عليه ما لا يجب على غير العالم ، وكما أذكر في مثل هذه المناسبة : أن الله عز وجل قد أكمل النعمة بكتابه ، وجعله دستوراً للمؤمنين به ، من ذلك أن الله تعالى قال : { ... فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (الانبياء: من الآية 7)، فالله سبحانه وتعالى قد جعل المجتمع الإسلامي قسمين : عالماً ، وغير عالم ، وأوجب على كل منهما مالم يوجبه على الآخر ، فعلى الذين ليسوا بعلماء أن يسألوا أهل العلم ، وعلى العلماء أن يجيبوهم عما سألوا عنه.
فالواجبات مِن هذا المنطلق تختلف باختلاف الأشخاص ، فالعالم اليوم عليه أن يدعو إلى دعوة الحق في حدود الاستطاعة ، وغير العالم عليه أن يسأل عما يهمه بحق نفسه، أو من كان راعياً ؛ كزوجة أو ولد أو نحوه ، فإذا قام المسلم من كلا الفريقين بما يستطيع فقد نجا، لأن الله عز وجل يقول : {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} (البقرة: من الآية 286).
نحن - مع الأسف - نعيش في مأساةٍ ألمت بالمسلمين ، لا يعرف التاريخ لها مثيلاً ، وهو تداعي الكفار على المسلمين؛ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في مثل حديثه المعروف، والصحيح : ((تَدَاعَى عليكم الأممُ كما تَدَاعَى الأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها))، قالوا : أمن قلّةٍ نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال :
((لا ، أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاء السَّيل ، وَلَيَنْزَعَنّ اللهُ الرهبةَ مِن صدور عدوِّكم لكم ، وليقذِفَنَّ في قلوبكم الوَهْن" ، قالوا: وما الوَهْنُ يارسول الله ؟ قال : "حُبُّ الدنيا وكراهيةُ الموت))
[2].
فواجب العلماء إذاً أن يجاهدوا في التصفية والتربية ، وذلك بتعليم المسلمين التوحيد الصحيح، وتصحيح العقائد، والعبادات ، والسلوك؛ كلٌّ حسب طاقته وفي البلاد التي يعيش فيها؛ لأنهم لا يستطيعون القيام بجهاد اليهود في صفٍّ واحد، ماداموا كحالنا اليوم متفرقين ، لا يجمعهم بلد واحد، ولا صف واحد ، فإنهم لا يستطيعون القيام بمثل هذا الجهاد لصدّ الأعداء الذين تداعوا عليهم ، ولكن عليهم أن يتخذوا كلَّ وسيلة شرعية بإمكانهم أن يتخذوها ؛ لأننا لا نملك القدرة المادية ، ولو استطعنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتحرك فعلاً ، لأن هناك حكومات وقيادات وحكاماً في كثير من بلاد المسلمين يتبنون سياسات لا تتفق مع السياسة الشرعية - مع الأسف الشديد -.
لكننا نستطيع أن نحقق - بإذن الله تعالى _ هذين الأمرين العظيمين اللذين ذكرتهما آنفاً، وهما: التصفية والتربية، وحينما يقوم الدعاة المسلمون بهذا الواجب المهم جداً في بلدٍ لا يتبنى سياسة لا تتفق مع السياسة الشرعية ، ويجتمعون على هذا الأساس ، فأنا أعتقد يومئذ أنه سيصدق عليهم قول الله عز وجل : {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّه} (الروم: من الآيتين 4-5) .

[**الواجب على كل مسلم أن يطبق حكم الله في شئون حياته كلها فيما يستطيعه]
إذاً؛ واجب كل مسلم أن يعمل ما باستطاعته ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وليس هناك تلازم بين إقامة التوحيد الصحيح والعبادة الصحيحة ، وبين إقامة الدولة الإسلامية في البلاد التي لا تحكم بما أنزل الله؛ لأن أول ما يحكم بما أنزل الله -فيه- هو إقامة التوحيد، وهناك بلا شك أمور خاصة وقعت في بعض العصور، وهي أن تكون العزلة خيراً مِن المخالطة ، فيعتزل المسلم في شعب من الشعاب ويعبد ربه ، ويكفّ مِن شرِّ الناس إليه وشره إليهم ، هذا الأمر قد جاءت فيه أحاديث جداً، وإن كان الأصل كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ((المؤمنُ الذي يُخالِط الناسَ ويصبرُ على أذاهم خيرٌ مِن المؤمنِ الذي لا يُخالط الناسَ ولا يصبر على أذاهم))
[3].
فالدولة المسلمة - بلا شك - وسيلة لإقامة حكم الله في الأرض ، وليست غاية بحد ذاتها.
ومن عجائب بعض الدعاة أنهم يهتمون بما لا يستطيعون القيام به من الأمور ، ويَدَعُون ما هو واجب عليهم وميسور!!
وذلك بمجاهدة أنفسهم، كما قال ذلك الداعية المسلم؛ الذي أوصى أتباعه بقوله: "أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم؛ تقم لكم في أرضكم".
ومع ذلك فنحن نجد كثيراً مِن أتباعه يخالفون ذلك ، جاعلين جل دعوتهم إلى إفراد الله عزوجل بالحكم ، ويعبرون عن ذلك بالعبارة المعروفة: "الحاكمية لله".
ولا شك بأن الحكم لله وحده، ولا شريك له في ذلك ولا في غيره، ولكن؛ منهم مَن يقلِّد مذهباً مِن المذاهب الأربعة اليوم، ثم يقول عندما تأتيه السُّنّةُ الصريحةُ الصحيحة: هذا خلاف مذهبي! فأين الحكم بما أنزل الله في اتباع السُّنّة؟!.

ومنهم مَن تجده يعبد الله على الطرق الصوفية ! فأين الحكم بما أنزل الله بالتوحيد؟! فهم يطالبون غيرهم بما لا يطالبون به أنفسهم. إن مِن السهل جداً أن تطبق الحكم بما أنزل الله في عقيدتك ، في عبادتك ، في سلوكك ، في دارك ، في تربية أبنائك ، في بيعك ، في شرائك، بينما من الصعب جداً ، أن تُجبر أو تزيل ذلك الحاكم الذي يحكم في كثير من أحكامه بغير ما أنزل الله ، فلماذا تترك الميسر إلى المعسر؟! .
هذا يدل على أحد شيئين : إما أن يكون هناك سوء تربية ، وسوء توجيه . وإما أن يكون هناك سوء عقيدة تدفعهم وتصرفهم إلى الاهتمام بما لا يستطيعون تحقيقه عن الاهتمام بما هو داخل في استطاعتهم.
فأما اليوم فلا أرى إلا الاشتغال -كل الاشتغال- بالتصفية والتربية، ودعوة الناس إلى صحيح العقيدة والعبادة ، كلٌّ في حدودِ استطاعته، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
والحمد لله رب العالمين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد عليه و[على] آله وسلم.

انتهى.
----------------------
[1] - حديث صحيح، وهو مخرج في "الصحيحة" (494)
[2] - حديث صحيح ، وهو مخرج في "الصحيحة" (958) .
[3] - حديث صحيح ، وهو مخرج في "الصحيحة" (939).