لو كان خيرًا لسبقونا إليه

نص الرسالة:
خطأ فاحش للكفار، وصوابه عند أهل السنة والجماعة.
انظر تفسير ابن كثير، الأحقاف: 11

.
~~~~~~~~~
.
يقرأ المرسَل إليه قوله تعالى:
.
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} (الأحقاف: 11)

.
ثم يقرأ تفسير ابن كثير- رحمه الله- إذ قال:
"وقوله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ } أي: قالوا عن المؤمنين بالقرآن: لو كان القرآن خيرًا؛ ما سبقنا هؤلاء إليه، يَعنون بلالاً وعمارًا وصُهَيبًا وخبابًا وأشباههم وأقرانهم مِن المستضعفين والعبيد والإماء، وما ذاك إلا لأنهم عند أنفسهم يعتقدون أنّ لهم عند الله وجاهةً وله بهم عناية. وقد غلطوا في ذلك غلطًا فاحشًا، وأخطئوا خطأ بيّنًا، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا} [الأنعام: 53] أي: يتعجبون: كيف اهتدى هؤلاء دوننا؛ ولهذا قالوا: {لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ}
وأما أهل السُّنّة والجماعة فيقولون في كلِّ فِعلٍ وقولٍ لم يَثبت عن الصحابة: هو بدعة؛ لأنه لو كان خيرًا؛ لَسَبقونا إليه؛ لأنهم لم يتركوا خصلة مِن خصال الخير إلا وقد بادروا إليها".