الفرق بين الرحمة والمغفرة إذا اقترنتا - من "حاشية ثلاثة الأصول"-

بسم الله الرَّحمٰن الرَّحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ علىٰ خاتم الأنبياء والمرسَلين، نبيّنا محمّدٍ، وعلىٰ آلِه وصَحبِه أَجمعين.
أمّا بعد
فهٰذه سلسلةُ أسئلةٍ تُرسَل تِباعًا يومًا بعد يومٍ عبر الجوّال أو البريد[1]، تجد الأخواتُ إجاباتِها في كتاب "حاشية ثلاثة الأصول" للشيخ عبد الرَّحمٰن بن محمد بن قاسِم رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ، والهدفُ منها استذكار المتن المتين: "ثلاثة الأصول" للإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ؛ حِفْظًا وفَهْمًا.
أسأل الله أن ينفعنا بما يُعلِّمنا، وأن يُعلِّمنا ما ينفعنا، وأن يزيدنا عِلمًا.

نصّ رسالة الجوال

1- ما مَعْنىٰ قولِ المصنِّف:
(اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ)؟
وما الفَرْقُ بين الرَّحمةِ والمغْفِرةِ إذا اقْتَرَنَتَا؟

البيان:
قال الشيخُ عبدُ الرحمٰن بن محمد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
"(اعْلَمْ): فِعْلُ أَمْرٍ مِنَ: الْعِلْمِ، وَهُوَ:
حُكْمُ الذِّهْنِ الجازِمِ الْمُطَابِقِ لِلْوَاقِعِ.
أَي: كُنْ مُتَهَيِّئًا ومُتَفَهِّمًا لِمَا يُلْقَىٰ إِلَيكَ مِنَ الْعُلُومِ.
وَكَلِمَةُ (اعْلَمْ) يُؤْتَىٰ بِهَا عِنْدَ ذِكْرِ الأَشْياءِ الْمُهِمَّةِ الَّتي يَنبغي لِلْمُتَعَلِّمِ أَنْ يُصْغِيَ إِلَىٰ مَا يُلْقَىٰ إِلَيه مِنْهَا.
وَمَا أَقَرَّهُ الْمُصَنَّفُ -هُنَا- مِنْ أُصُولِ الدِّينِ حَقِيقٌ بِأَنْ يَهْتَمَّ بِهِ غَايَةَ الاهْتِمَامِ، وَيَعْتَنِيَ بِهِ أَشَدَّ الاعْتِناءِ، وَيُصْغِيَ إِلَيه حَقِيقَةَ الإصْغَاء.
و(اعلَمْ رَحِمَكَ اللهُ): دُعَاءٌ لك بالرَّحْمَةِ، أي: غَفَرَ اللهُ لَكَ ما مَضَىٰ، ووفَّقَكَ وعَصَمكَ فيما يُستقبَل.
وإذا قُرِنَتِ الرَّحمةُ بالمغفرة:
فالمغفرةُ: لِما مَضَىٰ.
والرَّحمةُ: سؤالُ السَّلامةِ مِن ضَرَرِ الذُّنُوبِ وشَرِّها في المسْتَقْبَلِ.
وكثيرًا ما يَجْمَع رَحِمَهُ اللهُ -عندما يُرشِد الطالبَ بِتَقريرِ الأُصولِ الْمُهِمّة- بينها وبين الدعاءِ له، وهٰذا مِن حُسْنِ عِنايتِه ونُصْحِه وقَصْدِه الخيرَ لِلمُسْلِمِين" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص13.


[1] - واضحٌ أنّ الذي يُرسَل هو ما بداخل الإطار فقط.