تعريفُ النَّذر، ووجْهُ كونِه عبادةً - مِن "حاشية ثلاثة الأصول" -


نصُّ السّؤال (رسالة الجوّال)

41- ما تعريفُ النَّذْرِ لغةً؟ وشَرْعًا؟
وما دليلُ كونِهِ عِبادةً؟
وما وَجْهُ الدّلالة؟
وما حُكْمُ صَرْفِه لِغَيْرِ اللهِ؟

البيان

قال الإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ:
(وَدَلِيلُ النَّذْرِ*: قَوْلُهُ تَعَالَىٰ:
{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ** وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} (الإنسان: 7) ).
قال الشيخُ عبدُ الرحمٰن بن محمد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
" * وَأَنَّه عِبَادَةٌ يَجِبُ إِخْلاصُهَا لِلّهِ تَعَالَىٰ.
وَالنَّذْرُ فِي اللُّغَةِ: الإيْجَابُ, وَمِنْهُ قَولُهُمْ: نَذَرْتُ دَمَ فُلانٍ إذا أَوْجَبْتُهُ.
وَشَرْعًا: إِيْجَابُ الْمُكَلَّفِ عَلَىٰ نَفْسِهِ مَا لَيْسَ وَاجَبًا عَلَيهِ شَرْعًا؛ تَعْظِيمًا لِلْمَنْذُورِ لَهُ.
** أََيْ: يَتَعَبَّدُونَ لِلّهِ بِمَا أَوْجَبُوهُ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ بِطْريقِ النَّذْرِ, فَأَثْنَى اللهُ عَلَيهِمْ بِالإيفَاءِ بِهِ, وَهُوَ -سُبْحَانَهُ- لا يُثْنِي إلا عَلَىٰ فَاعِلِ عِبَادَةٍ.
وَقَالَ تَعَالَىٰ: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ} (البقرة: مِن الآية270), يَعْنِي: وَسَيُجَازِيكُمْ عَلَيهِ؛ فَدَلَّ عَلَىٰ أَنَّهُ عِبَادَةٌ؛ فَصَرْفُهُ لِغَيْرِ اللهِ شِرْكٌ أَكْبَرُ, وَفِي الْحَديثِ: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ؛ فَلْيُطِعْهُ»[1]" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص61 و62.
ـسسسسسســـ فائدة ـ
قال العلامة صدّيق حسن خان -رَحِمَهُ اللهُ- في قوله تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ}:
"فيه مُبالَغةٌ في وَصْفِهِم بالتَّوفيقِ علىٰ أداءِ الواجباتِ؛ لأنَّ مَن وَفَىٰ بما أَوجبه هُو علىٰ نَفْسِهِ لِوَجْهِ اللهِ تَعَالَىٰ؛ كان بما أَوجَب اللهُ عليه أَوفَىٰ" اﻫ مِن "فتح البيان في مقاصد القرآن" (14/ 462، ط 1412ﻫ، المكتبة العصرية/ صيدا - بيروت).


[1] - "صحيح البخاري" (6696).