حُكم الاشتغال بمديح النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أيام مِنًى


بسمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيم
الحمدُ لله، والصَّلاةُ والسَّلامُ علىٰ خاتم رُسُلِ اللهِ
أمّا بعد، فقد قال سائلٌ لفضيلة العلامة العثيمين رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ:
يا شيخ! أحسن الله إليك، أيامَ مِنًى بعضُ الناس يَشتغلون بالمديح..
قال الشيخ: مَدْح مَن؟
السائل: مَدْح النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الشيخ: ما سَمِعْنا بهٰذا إلا مِنكَ!
السائل: يوجد ناس [يَفْعلون هٰذا]، ولَمّا تتكلّم معهم يقولون: هٰذا مِن الذِّكر، كما أن الصَّلاة على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذِكر، فهٰذا كذٰلك مِن الذِّكر.
الشيخ: إي، سَهْل؛ قُلْ لهم: لماذا لا تَمْدَحُون اللهَ -كما تَزْعُمون-: (اللهُ أكبرُ، الله أكبرُ، لا إلٰهَ إلا الله، واللهُ أكبرُ، الله أكبرُ، ولِلَّهِ الحمْدُ)؟!
السائل: يقولون هٰذا [مديح].
الشيخ: المديح ما هو بِلازِم، ولا وَرَدَ عنِ الصَّحابة، لٰكنْ مَساكين هٰؤلاءِ؛ لَعِبَ عليهم الشيطان، فجَعَلَ تَعْظِيمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ في قُلوبِهم أَشَدَّ مِن تعظيمِ اللهِ! ولِهٰذا؛ رَأَيْنا مَن يَبْكي إذا مُنِعَ مِنَ السَّفَرِ إلى المدينة -لِتَأخُّرِهم-، رَأَيْنا منهُم مَن يَبْكِي! ويَقولُ:
فاتَتْني الأنوار! وفَاتَني كذا وفاتَني كذا!..
يا رَجُل! الكعبة عِندَك. قال:
لا.. الأنوارْ في زيارةِ الْمُخْتَارْ!
أنا رأيتُهُ -واللهِ!- يَبكي! مساكين!
ولذٰلك؛ حَقٌّ عليكم أنتُم -أيُّها الذين ابتُلِيتُم بِمِثْلِ هٰؤلاءِ!- أنْ تَنْصَحوهم دائمًا، تَقولون لهم:
يا جماعة! مَن تَتَّبِعُون؟ تَتَّبِعُون الرَّسولَ أَمْ أهواءَكم؟! عَرَفْتَ؟
مِن تفريغات المكتبة الشاملة مع بعض التعديل.
وهو في الشريط (13) من "أشرطة شرح كتاب الحج مِن صحيح البخاري"؛ لفضيلته، الدقيقة (48:20).