هل مات النبيُّ عليه الصلاة والسلام أو ما مات؟ -مِن "حاشية ثلاثة الأصول"-



نصّ السّؤال (رسالة الجوّال)

99- هل مات النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ أو ما مات؟[1]
وما الدليل؟

البيان
الحمدُ للهِ رَبَّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىٰ آلِهِ وأصْحابِه وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسانٍ إِلىٰ يومِ الدِّينِ. أمّا بعد:
قال الإمامُ محمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ:
(وَبَعْدَهَا تُوُفِّيَ صَلواتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، وَدِينُهُ بَاقٍ[2]).
ثم قال:
(وَالدَّلِيلُ عَلَىٰ مَوْتِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-(1) قَوْلُهُ تَعَالَىٰ: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ(2) وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ(3) (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ(4) (31) (الزُّمَر) ).
_______________
قال الشيخُ عبدُ الرَّحمٰن بن محمَّد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
"(1) أَي: مِنَ النَّقْلِ مِمَّا يُطَابِقُ الْحِسَّ.
(2) أَي أَنَّكَ يا -مُحَمَّدُ!- سَتَمُوتُ.
وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ لَمَّا تُوُفِّيَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَبْكِي، وَقَالَ: (بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيكَ؛ فَقَدْ مُتَّهَا)[3].
وَقَال تَعَالَىٰ: ﴿أَفَإِين مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ (آل عمران: مِن الآية 144).
نَعَمْ هُوَ حَيٌّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَبْرِهِ حَيَاةً بَرْزَخِيَّةً أَعْلَىٰ وَأَكْمَلَ مِنْ حَيَاةِ الشُّهَدَاءِ الْمَذْكُورَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَىٰ: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (آل عمران: 169)
وَأَمَّا الْحَيَاةُ الْجُثْمَانِيَّةُ فَلَا رِيَبَ أَنَّهُ مَاتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغُسِّلَ وَكُفِّنَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ، وَدُفِنَ فِي ضَرِيحِهِ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ.
وَلَمْ يَقُلْ أَنَّهُ لَمْ يُمَتْ إلَّا الْمُبْتَدِعَةُ الْخَارِجَةُ عَنْ مَنْهَجِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ مَخَافَةَ أَنْ يَنْتَقِضَ عَلَيهِمْ أَصْلُهُمُ الْبَاطِلُ فِي تَوَجُّهِهِمْ إِلَيْهِ، وَسُؤَالِهِ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَإلَّا فَمَوْتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْلُومٌ بِالسَّمْعِ وَالْمُشَاهَدَةِ، مَشْهُورٌ يَعْلَمُهُ الْعَامُّ وَالخَاصُّ، لَا يَمْتَرِي فِيْهِ إلَّا مُكَابِرٌ.
(3) أَي: سَيَمُوتُونَ، قَالَ تَعَالَىٰ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ (آل عمران: مِن الآية 185).
(4) فِيمَا أَنْتُمْ فِيْهِ فِي الدُّنْيا مِنَ التَّوْحِيدِ وَالشِّرْكِ[4] بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تَعَالَىٰ، كَمَا فِي سُورَةِ (الْقِيَامَةِ)، وآخِرِ (يسۤ)، وَغَيْرِهِمَا مِنَ السُّوَرِ. 
فَالْإِيْمَانُ بِالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ مِنَ الْقُبُورِ مِنْ جُمْلَةِ الْإِيْمَانِ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَإِنَّ الْإِيْمَانَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ يَشْمَلُ الْإِيْمَانَ بِالْبَعْثِ، بَلِ الْإِيْمَانُ بِالْبَعْثِ هُوَ مُعْظَمُ الْإِيْمَانِ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يُنْكِرُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، أَنْكَرُوا أَنْ تَعُودَ هَٰذِهِ الْأجْسَادُ كَمَا كَانَتْ عِظَامُهَا وَلَحْمُهَا وَعَصَبُهَا، وَذَٰلِكَ مِنْ جَهْلِهِمْ بِكَمَالِ عِلْمِهِ تَعَالَىٰ وَقُدْرَتِهِ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ، وَلِهَٰذَا يُقَرِّرُ تَعَالَىٰ بَعْثَ الْأَجْسَادِ وَرَدَّهَا كَمَا كَانَتْ فِي مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ بِكَمَالِ عَلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص 123 و124.
____________________


سئل أبي رَحِمَهُ اللهُ: حديثٌ يقول ما معناه: ما مِن عبد يصلي عليّ يوم الجمعة إلّا رَدَّ الله علي روحي فـ..
أبي: لا يوجد (يوم الجمعة)؛ «ما من مسلم يسلِّم عليّ؛ إلَّا رَدَّ اللهُ عليَّ روحي فأرد عليه السلام»[5].
السائل: نعم، فبعض الصوفيين استدلّ [به] يقول بأن الرسول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ما مات، لا؛ حيٌّ في القبر، ويستدلون بهٰذا الحديث.
أبي: وأيش معنىٰ (يرد علي روحي) ما مات؟! أنت روحك الآن في نفْسِك، أم مردودة إليك؟! هٰذا كلام صوفيّ ويكفي أن يكون كلامًا صوفيًّا؛ لأنه خالَف حديثَ الرسول عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثم هٰؤلاء الصوفية لِبالِغِ جَهلهم يُنكِرون النصوصَ القاطعة بشُبُهاتٍ ما أنزل اللهُ بها مِن سلطان، ربُّنا يقول في صريح القرآن:
﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (الزُّمَر: 30)، فإذًا؛ هو كسائر البشر: ﴿مَيِّتٌ، كما هم أيش؟ ﴿مَّيِّتُونَ، أيش معنىٰ ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ؟ أي: ستموت، أي: ستصبح ميتًا، وكذٰلك الناس جميعًا. فيُنكِرون هٰذه الحقائق بشبهات مِثل هٰذه الشُّبهة التي ذكرتَها عن الحديث، الحديث يعني: أنّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ مات، وكلُّ حيٍّ فإنما سبيلُه الموت، ﴿وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (الرحمٰن: 27)، ولذٰلك لَمَّا قال عَلَيْهِ السَّلَامُ في الحديث الآخر الصحيح[6]:
«أكثروا عليَّ مِن الصلاة يوم الجمعة؛ فإنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي»، قالوا: 
كيف ذاك وقد أَرَمْتَ؟!
ماذا فهم الصحابة مِن قوله عَلَيْهِ السَّلَامُ هٰذا؟
فهموا أنه ميِّت، ولذٰلك استغربوا كيف تَبْلُغه صلاتُه وقد أَرمَ؟ أي: فني، أي: صار رميمًا، ﴿قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ(يسۤ: 78)، فالصحابة كانوا تلقَّوا عن الرسول عَلَيْهِ السَّلَامُ هٰذه الحقيقة التي لا مناص لأحدٍ مِن البشر إلَّا وأن يقع فيها وهي: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (الزُّمَر: 30)، كانوا عرفوا هٰذه الحقيقة، ولذٰلك لَمَّا جاءهم الرسول عَلَيْهِ السَّلَامُ بشيء ما كانوا يَعرفونه مِن قبل: «أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة، فإنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي» قالوا: كيف ذاك وقد أَرَمْتَ؟ أي: فَنِيْتَ، طبعًا مِتَّ، وأكثر مِن مِتَّ؛ أي: فنيت وصرت رميمًا، قال:
«إنّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ». 
فأجسادُ الأنبياء -كلِّ الأنبياء- لا تُصبح رميمًا كأجساد الآخرين، ولذٰلك فرسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جسدُه في قبره كما هو مِن قَبْل، هٰذه معجزة، هٰذه كرامة مِن الله عَزَّ وَجَلَّ لنبيِّه عَلَيْهِ السَّلَامُ، بل ولِسائر الأنبياء الكرام، ولٰكنَّ اللهَ أيضًا كرَّم نبيَّه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بكرامةٍ أخرىٰ لا يشاركه فيها أحدٌ مِن الأنبياء وهي قوله عَلَيْهِ السَّلَامُ:
«فإنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي». قالوا: كيف ذاك وقد أرمت، قال:
«إنّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ»، أي أنني أنا كسائر الأنبياء جسدي في القبر حيٌّ طريٌّ، ولٰكنْ: اصطفاني ربي عَزَّ وَجَلَّ بخصلة أخرىٰ: أنه كلما سلَّم علي مُسَلِّمٌ؛ رَدَّ اللهُ إليَّ روحي فأرُدَّ عليه السلامَ.
وهٰذا الحديث -وهو ثابت- فيه دلالة علىٰ أن الرسول عَلَيْهِ السَّلَامُ -خِلاف ما يتوهَّمه كثير من العامة، بل وفيهم بعض الخاصة! وهي أنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يَسمع سلامَ المسَلِّمين عليه، وإنما كما جاء في الحديث الصحيح:
«إِنَّ لِلّٰهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ [فِي الْأَرْضِ] يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلامَ»[7]، «إِنَّ لِلّٰهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ»: يعني طوَّافين على المسلمين، فكلما سمعوا مسلمًا يصلي على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ؛ بلَّغوه ذٰلك، هو لا يَسمع؛ لأنّ الميت لا يسمع، انفصَل عن هٰذه الحياة الدنيا ومتعلَّقاتها كلِّها، ولٰكنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اصطفىٰ نبيَّه عَلَيْهِ السَّلَامُ بما ذكرنا مِن الحياة ومِن تمكينه بإعادةِ روحِه إلىٰ جسده، وردِّ السلام على المسَلِّمين عليه، ومِن ذٰلك أيضًا أنَّ هناك ملائكةً يُبلِّغونه السلامَ، فكلَّما سلَّموا عليه من فلان؛ هو ردَّ عليهِمُ السلام" اﻫ من "سلسلة الهدىٰ والنور" (الشريط 268، الدقيقة 8: 22).

السبت 28 ذي الحجة 1434


[1] - استفدت نصَّ السؤالِ مِن رسالةِ "تلقين أصول العقيدة للعامة" للإمام ابن عبد الوهاب رَحِمَهُ اللهُ؛ ضمن "مجموع مؤلفاته" (6/ 249، ط1، 1421، دار القاسم)، قال:
"فإذا قيل: هو [أي النبيّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ] مات أو ما مات؟ فقُلْ: مات، ودِينُه ما مات، ولن يموت إلىٰ يوم القيامة، والدليلُ قولُه تَعَالَىٰ: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) (الزُّمَر)" اﻫ.
[2] - سبق بيان هٰذه الفقرة في السؤال (96)، ضمن التدوينة: نَشهَدأنه عليه الصَّلاة والسَّلام بلَّغ وأدَّىٰ ونَصَح.
[3] - روى الإمام البخاري (1241) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَىٰ فَرَسِهِ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّىٰ نَزَلَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّىٰ دَخَلَ عَلَىٰ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَتَيَمَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُسَجًّى بِبُرْدِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ، فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ بَكَىٰ، فَقَالَ: «بِأَبِي أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللهِ! لَا يَجْمَعُ اللهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا المَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ؛ فَقَدْ مُتَّهَا».
[4] - رجَّح الحافظ الطبريّ في "التفسير" (20/ 202، ط هجر) عمومَ الآية، ومثلُه الحافظ ابن كثير؛ قال رَحِمَهُ اللهُ:
"ومعنىٰ هٰذه الآية: ستُنقَلون مِن هٰذه الدَّار لا محالة، وستجتمعون عند الله في الدار الآخرة، وتَختصمون فيما أنتم فيه في الدنيا مِن التوحيدِ والشِّركِ بين يدي الله عَزَّ وَجَلَّ، فيَفصِل بينكم، ويَفتح بِالحقِّ، وهو الفتَّاحُ العَليم، فيُنجي المؤمنين المخلِصين الموحِّدين، ويعذِّب الكافرين الجاحدين المشركين المكذِّبين.
ثم إنَّ هٰذه الآية وإن كان سياقُها في المؤمنين والكافرين، وذِكْرِ الخصومةِ بينهم في الدار الآخرة؛ فإنها شاملةٌ لكلِّ متنازِعِين في الدنيا، فإنه تُعاد عليهمُ الخُصومةُ في الدَّار الآخرة" اﻫ مِن "تفسير القرآن العظيم" (7/ 96، ط2، 1420هـ، دار طيبة).
[5] - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّىٰ أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ» رواه أبو داود وغيره وحسّنه أبي رَحِمَهُ اللهُ؛ "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (2266).
[6] - عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ: يَوْمَ الْجُمُعَةِ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيهِ؛ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ». قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟! يَقُولُونَ: بَلِيتَ. فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ» رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيره، وصححه أبي؛ "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1527)، و"صحيح سنن أبي داود" (962). ولفظ «صلاتكم تبلغني» في حديثٍ آخر: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» "صحيح سنن أبي داود" (1780)، وأيضًا عن حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي» "صحيح الترغيب والترهيب" (1665).
[7] - رواه النسائي وغيره، وصححه أبي؛ "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (2853).