الأذكار وخطبة الحاجة توقيفية

الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام علىٰ خاتم رسل الله، وعلىٰ آله وصحبه ومَن والاه
أمَّا بعد
قال الحافظ المنذري رَحِمَهُ اللهُ:
عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ:
(اللَّهُمَّ! إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ).
فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ، فَأَنْتَ عَلَى الفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ».
قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: (آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ)؛ قُلْتُ: وَرَسُولِكَ، قَالَ:
«لَا، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ»(1)
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
__________
[تعليق الوالد رَحِمَهُ اللهُ]:
(1) "فيه تنبيهٌ قويٌّ على أنَّ الأوراد والأذكار توقيفية، وأنه لا يجوز فيها التصرّف، بزيادةٍ أو نقص، ولو بتغييرِ لفظٍ لا يُفسِد المعنى، فإنَّ لفظ (الرسول) أعمُّ مِن لفظة (النبي)، ومع ذلك ردَّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، مع أن البراء رضي الله عنه قاله سهوًا لم يتعمّده! فأين منه أولئك المبتدعة الذين لا يتحرَّجون مِن أيِّ زيادة في الذكر، أو نقص منه؟! فهل مِن معتبِر؟! ونحوهم أولئك الخطباء الذين يبدلون مِن خطبة الحاجة زيادة ونقصًا، وتقديمًا وتأخيرًا، فليتنبه لهذا منهم مَن كان يرجو اللهَ والدار الآخرة" اﻫ .
"صحيح الترغيب والترهيب" (6-  كتاب النوافل/ 9-- الترغيب في كلمات يقولهنّ حين يأوي إلى فراشه/ 1/ 388/ ح 603 (صحيح)).

الأحد 29 شعبان 1437هـ