مِن صفات الله عز وجل في قولِه: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ}

الحمدُ لله وحده، والصَّلاة والسَّلام علىٰ من لا نبي بعده، وعلىٰ آله وصحبه ومَن اتبع هديه.
أمَّا بعد
ما وجهُ دخولِ قولِه تعالى:
﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ (البقرة: من الآية 144)
في بابِ صفاته جل جلاله؟

الجواب:
في الآية إثباتُ صفةِ الرؤية (البصر)، فالله عز وجل بصير، وصفةِ العلوِّ، فهو سبحانه العليُّ الأعلى. 
وبيانُه -مع فوائد أخرى!- في كلام العلامة العثيمين رَحِمَهُ اللهُ:
"1ــــ من فوائد الآية: إثبات رؤية الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾.
2ــــ ومنها: أن النظر إلى السماء ليس سوءَ أدبٍ مع الله؛ لقوله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾، لكن في الصلاة لا يَرفع بَصرَه إلى السماء؛ لِورودِ الوعيدِ الشديد به[1].
3ــــ ومنها: إثبات علوِّ الله؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقلِّب وجهَه في السماء؛ لأن الوحيَ يأتيه من السماء.
4ــــ ومنها: كمال عبوديَّة الرسول صلى الله عليه وسلم لربِّه، حيث كان يحب أن يتوجَّه إلى الكعبة؛ لكنه لم يَفعل حتى أُمر بذلك" اﻫ المراد من "تفسير القرآن الكريم/ سورة البقرة" (2/ 125 و126، ط1، 1423هـ، دار ابن الجوزي).
الثلاثاء 2 رمضان 1437هـ




[1] روى الإمام مسلم في "صحيحه" (428) عن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ، أَوْ لَا تَرْجِعُ إِلَيْهِمْ».