حُكْمُ تكرارِ الاستخارة -مِن فِقهِ فضيلة الوالد الألبانيّ-


بسمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ
الحمد لله، والصّلاة والسّلام علىٰ خاتم رُسُلِ الله
أمّا بعد
فقد سئل أبي رَحِمَهُ اللهُ:
إذا الإنسان أراد أن يَستخير اللهَ في أمرٍ مِن الأمور؛ فهل يجوز له تكرارُ الاستخارة؟
فأجاب:
يَجوز له إذا كانت استخارتُه غيرَ مَشروعة، ويَكفي [لِـ]أن تكون غير مشروعة: أن يكون يَستخيرُ ربَّه بِلفْظِه وليس بِقلبِه، وهو يَدري بِنَفْسِه هٰذا -هٰذه الغَيبوبةَ-، فحينئذ يضطر إلىٰ أن يُعيد.
أمّا إذا كان لم يَشْعر مِن نفْسِه شيئًا مِن ذٰلك؛ فيكون قد ابتدع.
"سلسلة الهدىٰ والنور" (ش 426 ، د 00:38:09).
 ~~~*~~~
وسئل ضاعَف اللهُ له الحسَنات:
 طالب نَجح مِن السَّنة الأولى الثانوية، والآن يريد أن يدخل السَّنةَ الثانية الثانوية: (عِلميّ) أو (أدبيّ)، لٰكنه لا يميل، ليس عنده ميلٌ إلىٰ أحدهما، يعني بنسبة 50% ، 50%، فكيف يكون لفْظُ استخارتِه، ماذا يقول في الدعاء؟
فقال:
الذي أَفهمُه مِن سؤالك: أنه لا هَمَّ[1] عنده، ولذٰلك؛ فلا استخارةَ لديه، أو عليه.
فإنْ كان فَهْمِي صحيحًا؛ فالجوابُ صحيحٌ، وإن كان فَهْمِي غيرَ صحيح؛ فقوِّمْهُ.
السائل: الله يجزيك خيرًا يا شيخ!
أبي: وإيّاك.
السائل: هو فقط مُحتار، هو يحتاج إلى الاستخارةِ لأنه مُحتار.
أبي: لا؛ الاستخارةُ لا تَدْفَعُ الحيرةَ، الاستخارةُ بَعد أن يَعزمَ الإنسانُ لِعملِ شيءٍ ما، فهنا تأتي الاستخارةُ.
الاستخارةُ لِرَفْعِ الشَّكِّ والرَّيبِ في أمرٍ لم يَعزم عليه المسلمُ؛ لا تُشْرَعْ.
"سلسلة الهدىٰ والنور" (ش 206 ، د 00:19:40)
~~~*~~~
ملحوظة: أتْبَعْتُ تلك الفتوىٰ بهٰذه؛ لأنّ أَحَدَ أسبابِ تَكرارِ بعضِ الناسِ لصلاة الاستخارة هو الحيرةُ بين أمرَين أو أكثر.


[1] - في حديث الاستخارة الذي رواه جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ» "صحيح البخاري" (1162).